في غزة... الطحين يُسفك بالدم والنجاة تُقاس بخفة القدم: مجاعة تحت نيران الطائرات

في غزة اليوم، لا تُوزع المساعدات، بل تُنصب مصائد الموت. أكثر من ثلاثة أشهر على الحصار الكامل، وكل معبر مغلق، وكل كيس طحين صار مخاطرة بالحياة.
رغم الضغط الدولي، لا تسمح إسرائيل إلا بدخول شاحنات قليلة جدًا، تُسلب على أيدي عصابات مسلّحة تحتمي بطائرات الاحتلال. هذه الشاحنات التي يُفترض أن تصل لمراكز أممية معتمدة، تُسرق في وضح النهار بينما تُقصف أي محاولة شعبية لحمايتها.
وسط هذه الفوضى، نشأ ما بات يعرف في غزة بسياسة "التوزيع الذاتي": الشاحنات تتوقف في أماكن محددة، والناس يركضون، يتدافعون، يتقاتلون أحيانًا، ليأخذوا ما تيسر من الطحين والعدس.
أكثر من 500 شهيد وجريح سقطوا في مجازر "المساعدات" فقط منذ مايو، حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. ومؤسسة "غزة الإنسانية" – وهي شركة أمنية أميركية – متهمة من قبل 15 منظمة حقوقية بالتورط في جرائم إبادة عبر إدارة توزيع عبثية وقاتلة.
في ظل غياب الأونروا ورفض الاحتلال لأي آلية إنسانية فعالة، تعالت أصوات الغزيين، من بينهم "أبو محمد" و"أم قاسم"، مطالبين بوقف هذا النظام اللا آدمي، وتمكين المؤسسات الأممية من استعادة دورها.
غزة اليوم لا تحتاج كاميرات... بل تحتاج ضميرًا عالميًا. ففي كل نقطة توزيع، قصة أم ثكلى، وجسد مقطّع، وصرخة تقول: "العيش مشروطة بالموت".