الملكية الاردنية قصة نجاح في الازمات

* واصلت رحلاتها في ظروف قاهرة ونقلت المسافرين الى وطنهم سالمين
* تحديث الاسطول واعادت وجبات الطعام وشاشات التلفزيون لاسطولها.
* كتب نضال منصور
انتهت الحرب الايرانية الاسرائيلية بعد 12 يوما كان الاردن وسط النيران، وقد اثارت هذه الحرب الكثير من الاسئلة، وفرضت على ارض الواقع العديد من المخاطر، والتهديدات، لكنها رسخت في المقابل قصص نجاح تستحق ان تروى، وتسجل.
في الحرب الغت العديد من شركات الطيران رحلاتها الى المنطقة، ومن بينها الاردن، واغلقت دول مجالها الجوي، وحظرت رحلات الطيران ، ووسط هذه الاجواء المقلقة كانت الملكية الاردنية الناقل الوطني تتحدى المصاعب، وتفرض حضورها، وتؤكد ان العمل في مثل هذه الاوضاع الحرجة واجب وطني.
كثير من الاردنيين الذين استمعت لهم اشادوا بأداء الملكية الاردنية التي استطاعت ان تعيدهم الى وطنهم سالمين، لم تلغ رحلاتها، ربما حدث تأخير في العديد من المواعيد، لكنها واصلت العمل ليلا نهارا لتبقى سماء الاردن مفتوحة.
الرئيس التنفيذي للملكية الاردنية سامر المجالي كان حاضرا على رأس الفريق، يعطي التعليمات، ويتابع مع كل المرجعيات، والجهات لتظل صيرورة العمل سائرة.
في حديث مع المجالي اكد ان الملكية الاردنية لم تلغ رحلات، وما حدث كان تأخير في المواعيد بسبب الظروف الطارئة، مؤكدا في الوقت ذاته الاهتمام الجم والاساسي بسلامة المسافرين جميعا رغم كل المخاطر، مبينا ان الملكية لم ترفع اسعار التذاكر استغلالا للظروف الاضطرارية التي مر بها العديد من المسافرين، والمسافرات، وصعود الاسعار يتعلق بموسم الصيف، حيث يكثر الطلب، وهذا واقع حال كل الطيران في مواسم محددة.
المجالي يعكف على اعادة الاعتبار لطيران الملكية الاردنية، واول الخطوات القادمة تحديث اسطول الطائرات، حيث ستنضم مجموعة طائرات امبراير قريبا للخطوط القصيرة، وايضا طائرات ايرباص 320، ولاحقا في بداية العام المقبل طائرات دريم، اذ يتوقع ان يصل الاسطول الى 45 طائرة.
يقول المجالي الخبير في عالم الطيران لعقود، اعدنا الوجبات الساخنة لرحلات الملكية، وشاشات التلفزيون ستعود في كل الطائرات باستثناء امبراير.
واجهت الملكية الاردنية تحديات كثيرة، وتفاقمت مديونيتها بعد ازمة كورونا، ولا يمكن مقارنة حالها بشركات طيران في المنطقة تحظى بدعم مالي غير محدود من حكوماتها، وتسخر كل الدولة لخدمتها.
من التحديات المرهقة للملكية احتكار مصفاة البترول لوقود الطائرات، ويتبع ذلك الشركة الفرنسية التي تدير المطار حاليا، والمستفيد الاكبر من العائدات والموارد المالية حاليا.
في السنوات الماضية خسرت الملكية اذرع مهمة تعزز قوتها، وخدماتها، فقد بيعت الكثير من الخدمات المساندة مثل مركز التدريب، وخدمات الطعام والضيافة، واليوم يكشف المحالي ان الملكية الاردنية اشترت حصة وازنة في شركة داناتا لخدمات طعام الطائرات، واستعادت مركز التدريب، وهي بذلك تسعى الى اعادة الملكية الاردنية الى ما كانت عليه.
يرى المجالي ان الملكية الاردنية تستمع باهتمام لكل الملاحظات التي تردها، تواجه تحديات، لكنها مصرة ان تنهض لتنافس شركات الطيران، وتبقى ناقل وطني يحظى بالاحترام، والسمعة الطيبة.
قبل السابع من اكتوبر عام 2023 كانت الحركة السياحية على اوجها، وكانت الدلائل تشير لصعود قياسي في السياحة الاردنية، وهذا انعكس ايجابا على الملكية لتحقق تقدم في الارباح بدل الخسائر المتراكمة، لكن حرب الابادة على غزة غيرت الاتجاهات، وتراجعت الحركة السياحة للوراء ، ورغم التحسن النسبي في نهاية العام الماضي الا ان تواصل الازمات في المنطقة يضع الاردن في اقليم ساخن يتجنبه السياح، رغم كل مؤشرات الاستقرار والامان الذي يتمتع به الاردن .
المجالي يعتقد ان الاردن يملك فرصا واعدة، وقادر على تجاوز الصعاب، ويدعو الى الاهتمام بنوعية السياح اكثر من اعدادهم، ويعطي مثالا لذلك ما ينفقه سياح العلاج اكثر بكثير من السياح الذين يأتون في طيران منخفض التكاليف، ولا ينفقون الكثير خلال تواجدهم في الاردن.
خلاصة القول، لا غنى عن الملكية الاردنية كناقل وطني، ونفخر كلما حققت انجازا، وعادت للتتبوأ مكانتها في ريادة عالم الطيران.