بعد تعيين رئيس جديد لـ "الشاباك".. ماذا نعرف عن هذا الجهاز؟

ملخص :
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومة وافقت، أمس الثلاثاء، بالإجماع على تعيين دافيد زيني رئيساً جديداً لجهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، ويأتي تعيين زيني بعدما أعلن نتنياهو عنه في مايو/ أيار الماضي، ومن المقرر أن يتولى زيني مهام منصبه في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، وستستمر ولايته لمدة خمس سنوات، ويتولى زيني المنصب خلفاً لرونين بار، الذي تنحى في يونيو/حزيران الماضي بعد أن أعلن استقالته.
ولكن ما هو جهاز "الشاباك"؟ وما تاريخه؟ وما هي مهامه؟
منذ اللحظة الأولى لقيام الكيان الإسرائيلي عام 1948، لم يكن الأمن مجرد قضية عابرة، بل صار ركيزة أساسية لبقاء الدولة العبرية، وسط هذه العقلية، برز جهاز "الشاباك" كأحد أبرز الأدوات الأمنية وأكثرها تأثيرًا على الداخل الفلسطيني والإسرائيلي.
ما هو "الشاباك"؟
الشاباك، أو "جهاز الأمن الداخلي"، هو الجهاز المسؤول عن الأمن الداخلي، ومهمته الأساسية مواجهة المقاومة الفلسطينية، التجسس، وتأمين قادة إسرائيل، وعلى الرغم من أنه أصغر من الموساد (الخارجي) وأمان (العسكري)، إلا أن نفوذه السياسي والعسكري أوسع بكثير.
جذور في التاريخ الاستيطاني
تعود جذور الشاباك إلى منظمات صهيونية مسلحة كـ "الهاغاناه" التي نشطت في فلسطين منذ عشرينيات القرن الماضي، لكن بعد إنشاء الجيش الإسرائيلي، تم حل الجهاز الاستخباراتي لـ "الهاغاناه"، ووزعت المهام بين 3 أجهزة، هي: أمان (الاستخبارات العسكرية)، الموساد (الاستخبارات الخارجية)، والشاباك (الأمن الداخلي).
الرئيس الأول.. والظهور العلني
كان أول رئيس للشاباك، إيسار هرئيل، وهو يهودي مهاجر من روسيا البيضاء، ترأس الجهاز من 1948 حتى 1963، وظل الجهاز مخفيا عن الرأي العام حتى عام 1957، قبل أن يُرسخ وجوده القانوني رسميًا.
لماذا الشاباك بهذه الأهمية؟
يلعب الشاباك دورًا محوريًا في صناعة القرار داخل إسرائيل، فأي خطوة سياسية أو عسكرية ضد الفلسطينيين، لا تمر دون موافقة الشاباك، وفي أكثر من مرة أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن توصياته تتفوق على توصيات الموساد، وأمان، وأن الحكومة الإسرائيلية قد تتجاهل كل الأجهزة الأمنية إذا تعارضت مع موقف الشاباك.
ماذا يفعل الشاباك يوميًا؟
المهام الرسمية للشاباك تشمل:
- إحباط عمليات المقاومة الفلسطينية.
- مواجهة التجسس داخل إسرائيل.
- التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين.
- حماية كبار القادة والشخصيات.
- تأمين المنشآت الإستراتيجية (مطارات، سفارات، محطات كهرباء).
- منح التصنيفات الأمنية للموظفين العموميين.
الأقسام والمناطق
ينشط الجهاز خصوصًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويتوزع الشاباك على عدة مناطق:
- منطقة القدس والضفة الغربية: الأكبر والأكثر نشاطًا.
- المنطقة الجنوبية: مسؤولة عن غزة، مقرها عسقلان.
- المنطقة الشمالية: تشمل مراقبة لبنان.
أما أقسامه الداخلية، فتشمل:
- القسم العربي: يتابع فلسطينيي الداخل.
- قسم مكافحة التجسس: يتابع الاختراقات الأجنبية.
- قسم الحماية: مسؤول عن الشخصيات والمطارات.
- قسم التحقيقات: مسؤول عن استجواب المعتقلين.
- القسم التكنولوجي: يطور أدوات مراقبة وتجسس متطورة.
كم تبلغ ميزانية الشاباك؟
لا توجد أرقام دقيقة عن ميزانية الشاباك اليوم، لكن التقديرات تشير إلى توسع غير مسبوق في إنفاقه بسبب تزايد الصراع مع الفلسطينيين، لكن -على سبيل المثال- أنفق الشاباك والموساد مجتمعين عام 2014 نحو 1.98 مليار دولار، بزيادة 12% عن عام 2013، ما يعكس تضخم مهام الجهاز وتوسع عملياته.
الخلاصة
الشاباك ليس مجرد جهاز أمني إسرائيلي؛ بل هو أداة سياسية تصوغ ملامح العلاقة مع الفلسطينيين، وتؤثر في مستقبل المنطقة كلها.
ومع تصاعد التوترات في الضفة وغزة، يظل الشاباك أداة إسرائيل الأولى لفرض السيطرة على الفلسطينيين، وسط اتهامات بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.