باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف مؤقت لإطلاق النار بعد تصاعد التوترات

ملخص :
أعلنت باكستان عن اتفاقها مع حكومة "طالبان" في أفغانستان على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 48 ساعة، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوتر بعد اندلاع مواجهات جديدة بين الجانبين، وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان رسمي إن البلدين سيبذلان جهوداً صادقة عبر الحوار لإيجاد حل إيجابي للقضية المعقدة التي لا تزال قابلة للحل.
وأكد المتحدث باسم حكومة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، أن القوات الأفغانية تلقت أوامر بالالتزام بوقف إطلاق النار، شرط عدم ارتكاب أي عدوان من الطرف الآخر.
تصاعد العنف في كابل وسط تبادل الاتهامات
في وقت متزامن مع إعلان وقف إطلاق النار، أفادت مصادر أمنية باكستانية بتنفيذ "ضربات دقيقة" داخل العاصمة الأفغانية كابل، سُمع دوي انفجارين جديدين في وسط المدينة، بعد تجدد المواجهات مع القوات الباكستانية على الحدود، وصرح مجاهد بأن الانفجارات نتجت عن انفجار صهريج نفط ومحوّل كهربائي، مما أدى إلى اندلاع حرائق، حيث شوهدت سيارات الإسعاف تجوب المدينة لتقديم المساعدة.
الجيش الباكستاني يعلن عن خسائر متبادلة
أعلن الجيش الباكستاني عن مقتل عشرات من أفراد قوات الأمن الأفغانية والمسلحين خلال معارك ليلية، وذلك بعد أيام من الاشتباكات على طول الحدود، في واحدة من أكثر موجات العنف دموية بين البلدين منذ سنوات، مشيراإلى أنه دمر دبابات ومواقع عسكرية خلال العمليات، وصد هجمات وصفها المسؤولون بأنها غير مبررة، نافياً استهداف المدنيين.
خلفيات الخلاف: اتهامات متبادلة بين الجانبين
تفاقم الخلاف بين باكستان وحكومة "طالبان" بعد مطالبة إسلام آباد الأخيرة بضرورة محاربة المسلحين الذين ينفذون هجمات داخل الأراضي الباكستانية من مناطق أفغانية، فيما نفت حركة طالبان هذه المزاعم، واتهمت الجيش الباكستاني بنشر معلومات مضللة، وإثارة التوتر على الحدود، وإيواء مسلحين مرتبطين بتنظيم "داعش" لتقويض استقرار أفغانستان وسيادتها.
وتنفي باكستان هذه الاتهامات، مشيرة إلى أن التوتر نتج عن هجمات شنها فرع تنظيم "داعش" في المنطقة، المعروف باسم "داعش-ولاية خراسان"، والذي ينشط في دول مجاورة.
استمرار التوترات وحدود قابلة للانفجار
تشير التوقعات إلى أن تصاعد التوترات بين باكستان وأفغانستان قد يزعزع استقرار المنطقة، خاصة مع محاولات جماعات إرهابية مثل "داعش" و"القاعدة" ترسيخ موطئ قدم لها وإعادة الظهور في المنطقة.