من إستونيا.. ما قصة الجمعية التي تقود عملية تهجير منظمة لفلسطينيي غزة؟

ملخص :
أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس الأحد، أن رحلات جوية غامضة نقلت فلسطينيين من قطاع غزة عبر مطار رامون قرب إيلات، وأظهرت التحقيقات أن الجهة المنظمة لهذه الرحلات هي جمعية تُدار من قبل شخص يحمل جنسية مزدوجة، إسرائيلية واستونية، وتعمل فعلياً كواجهة لشركة استشارية مسجلة في إستونيا.
وصول فلسطينيين إلى جنوب أفريقيا
وقالت سلطات الحدود في جنوب أفريقيا، يوم الجمعة الماضي، بأن عشرات الفلسطينيين وصلوا إلى مطار أو. آر. تامبو الدولي في جوهانسبرغ قادمين من كينيا، بعد أن تم رفض دخولهم مبدئياً لعدم استيفائهم شروط الدخول، وبالرغم من السماح لهم بالدخول، أعلن الرئيس، سيريل رامافوزا، أن أجهزة الاستخبارات تحقق في الجهة المنظمة للطائرة التي حملت أكثر من 150 فلسطينياً من غزة دون وثائق سفر رسمية.
تفاصيل دخول الفلسطينيين جنوب أفريقيا
سمحت السلطات في جنوب أفريقيا لدخول 153 فلسطينياً من غزة، بينما أكد مفوض هيئة إدارة الحدود، مايكل ماسياباتو، أن المسافرين لم يقدموا تفاصيل عن مدة الإقامة أو أماكن معيشتهم، وأضافت وزارة الداخلية أن السفارة الفلسطينية أبلغتها أن المجموعة تعرضت للخداع، ودفع أفرادها أموالاً لمؤسسة غير مسجلة حاولت التنصل من المسؤولية بعد ظهور التعقيدات، وأفادت أن المسافرين جاؤوا من غزة بطريقة غامضة إلى العاصمة الكينية نيروبي، ثم إلى جنوب أفريقيا دون أي وثائق سفر رسمية.
رسوم باهظة مقابل الرحلات
كشف التحقيق الصحفي لـ "هآرتس" أن الجمعية تعرض على الفلسطينيين دفع نحو 2000 دولار أمريكي مقابل حجز مقاعد على رحلات مستأجرة إلى دول بعيدة مثل إندونيسيا، ماليزيا، وجنوب أفريقيا، ويزعم الموقع الإلكتروني للجمعية أنها أُسست في ألمانيا ولها مكاتب في القدس، بينما تبين أن التسجيل الرسمي يتم في إستونيا وإدارة النشاط تتم عبر الشركة الاستشارية.
تنسيق مع الجهات الإسرائيلية
أشارت "هآرتس" إلى أن مديرية الهجرة الطوعية في وزارة الأمن الإسرائيلي أحالت نشاط الجمعية إلى منسق أعمال الحكومة في المناطق لتسهيل خروج الفلسطينيين من القطاع، كما تبين أن عدة رحلات استأجرتها الجمعية أقلعت خلال الأشهر الماضية من مطار رامون، حاملة مجموعات من سكان غزة، في مؤشر على وجود مسار شبه منظم لخروج الفلسطينيين وليس مجرد حالات فردية.
منظمة "المجد" ومسعى التهجير
بدورها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن منظمة تُدعى "المجد" ومقرها القدس، مسؤولة عن إخراج أكثر من 150 فلسطينياً من القطاع، وتعمل هذه المؤسسة التي تأسست عام 2010، على تهجير الفلسطينيين تحت ذريعة تقديم المساعدة، وتزعم دعم المجتمعات المسلمة في مناطق النزاع، إلا أن موقعها الإلكتروني يفتقر إلى معلومات الاتصال وقائمة الشركاء، بالرغم من ادعائها التعاون مع 15 هيئة دولية.
مسار الرحلات من غزة إلى رامون
نقل التحقيق عن مسؤول عسكري إسرائيلي لم يُسمَّ، أن إسرائيل رافقت الحافلات التي نقلت الفلسطينيين من نقطة في غزة إلى معبر كرم أبو سالم، ومن ثم إلى مطار رامون في النقب حيث أقلعت الطائرة، وأثار سرية هذه الرحلات قلق منظمات حقوق الإنسان، التي حذرت من إمكانية كونها جزءاً من مسعى إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من القطاع.
إذن دولي واستيعاب الفلسطينيين
قال منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، غسان عليان، إن الفلسطينيين غادروا القطاع بعد حصول تل أبيب على إذن من دولة ثالثة لاستيعابهم دون الكشف عن اسمها، وسبق أن ناقشت إسرائيل مع دول أخرى، من بينها جنوب السودان، إمكانية تهجير الفلسطينيين إليها، وفق ما أوردت وكالة "أسوشييتد برس" في أغسطس/آب الماضي.
أرقام ونطاق التهجير
أشارت يديعوت أحرونوت إلى أن نحو 40 ألف فلسطيني غادروا القطاع منذ بدء العمليات الإسرائيلية في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في إطار ما وصفته الحكومة الإسرائيلية بمساعي "تهجير الفلسطينيين" من غزة، وقد تكررت تصريحات عدة لوزراء إسرائيليين حول فكرة التهجير ضمن الحرب التي شنتها تل أبيب على القطاع.





