ما هي الرأسمالية؟
التعريف والنشأة والتطور التاريخي وأبرز مبادئها

ملخص :
تعريف الرأسمالية
الرأسمالية (Capitalism) هي نظام اقتصادي عالمي يقوم على الملكية الخاصة لجميع عناصر الإنتاج بهدف تحقيق الأرباح المالية، كما تُعرف بأنها الإطار الاقتصادي والسياسي الذي يتحكم في مكونات الاقتصاد الوطني، ويساهم في تنظيم الأسواق التجارية المتنوعة، ومن ناحية أخرى، تُعتبر البيئة الاقتصادية التي تستثمر الملكية الخاصة في وسائل الإنتاج، وتتضمن تبادل الثروات وتوزيعها بين الأفراد، والمؤسسات، والدول.
تطور الرأسمالية عبر التاريخ
- النشأة في أوروبا
بدأت أولى الأفكار الرأسمالية في أوروبا خلال القرن السادس عشر، مع تطور المجتمعات التجارية، ومع ظهور الثورة الصناعية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، شهدت الرأسمالية تطورًا ملحوظًا، خصوصًا في دعم الإنتاج الخاص في المشاريع الاقتصادية الكبرى، التي كانت تخدم الاحتياجات الاستهلاكية للسكان.
- اكتشاف الموارد الطبيعية وتأثيرها
ومع اكتشاف الموارد الطبيعية في أوروبا، ارتفعت الأسعار نتيجة تركيز الرأسماليين على استثمار رؤوس الأموال في قطاعات الأعمال، خاصة التجارية منها، مما أثر في المجتمع بشكل عام، ومن الأمثلة على ذلك تطبيق نظام نقدي موحد ساهم لاحقًا في التنمية الاقتصادية الأوروبية.
- تطور الفكر الرأسمالي في إنجلترا
خلال القرن الثامن عشر، شهدت إنجلترا تطور الأفكار الرأسمالية، مع التحول من التبادل التجاري التقليدي إلى التركيز على الصناعة، مستفيدة من تراكم رؤوس الأموال، وقد وضع عالم الاقتصاد "آدم سميث" المبادئ الاقتصادية الأساسية للرأسمالية في كتابه الشهير "ثروة الأمم".
- انتشار الرأسمالية في القرن التاسع عشر والعشرين
انتشرت الأفكار الرأسمالية بين الدول الأوروبية مع تعزيز الليبرالية السياسية، واعتماد التجارة الحرة، والاهتمام بالميزانيات المالية المتوازنة باستخدام معيار الذهب، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، تم الاستغناء عن معيار الذهب واستبداله بالعملات الوطنية، لتسيطر على التبادل المصرفي، وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبح النظام الرأسمالي النظام الاقتصادي السائد عالميًا.
خصائص الرأسمالية
تتميز الرأسمالية بمجموعة من السمات الأساسية التي تحدد طبيعتها الاقتصادية:
- نظام السوق الحر: يعتمد على عرض المنتجات وتحديد الأسعار، مع وجود منافسة واضحة بين الشركات المتشابهة.
- توزيع الأسعار بطرق مناسبة: استنادًا إلى قوانين العرض والطلب للسلع والخدمات.
- متابعة الأسواق المالية: تشمل دراسة أسعار الأدوات المالية والأوراق المالية.
- توزيع الأرباح على المالكين والمساهمين: لتحقيق الهدف الأساسي للرأسمالية.
- الإشراف الحكومي الجزئي: لضمان تكافؤ الفرص بين المؤسسات، وتوزيع الإنتاج بعدالة.
أنواع الرأسمالية
- الرأسمالية الإقطاعية: كانت الشكل الأول للرأسمالية، وظهرت في القرن الثاني عشر، حيث تجمع بين الطبقة الإقطاعية وطبقة العمال في أوروبا، واعتمد أغلب السكان على العمل في الأراضي التي يمتلكها الإقطاعيون، ما أدى إلى تباين واضح بين المناطق الريفية والمدنية.
- الرأسمالية التجارية: ظهرت بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، وركزت على تعزيز التجارة بين المدن والمناطق الأوروبية، وساهم الاستعمار في ازدهار هذا النوع من الرأسمالية، ومع ذلك، أشار آدم سميث إلى أن هذا النوع لم يطور القطاع الاقتصادي بشكل مباشر، لأنه لم يركز على الإنتاج.
- الرأسمالية الصناعية: تزامنت مع الثورة الصناعية، وركزت على تطوير قطاع الصناعة بدل التجارة التقليدية، من خلال بناء المصانع وتعزيز الإنتاج الصناعي، وقد سعى آدم سميث إلى تبني هذا النموذج لما له من تأثير على تطور المجتمعات الأوروبية.
مزايا الرأسمالية
- يتميز النظام الرأسمالي بعدد من الإيجابيات التي ساهمت في دفع عجلة النمو الاقتصادي، منها:
- انخفاض معدل الضرائب مقارنة بالأنظمة الأخرى.
- توفير بيئة ملائمة للمستثمرين العالميين.
- السماح للأفراد الناجحين بجمع الثروة وتحفيزهم على العمل بجدية أكبر.
- تقدير الأداء الفردي ودعم التطور التكنولوجي.
- رفع مستوى الدخل القومي وتحسين جودة المنتجات.
- توفير مساحة حرية كبيرة في الاستثمار وخفض الأسعار على المستهلك.
عيوب الرأسمالية
على الرغم من مزاياها، تواجه الرأسمالية مجموعة من العيوب تشمل:
- اعتماد الاقتصاد على الاستهلاك.
- وضع احتياجات العمل فوق احتياجات الفرد.
- عدم تكافؤ الفرص بين الأفراد، ما يؤدي إلى وجود طبقات فقيرة وغنية.
- إهمال الأشخاص ذوي الكفاءات المحدودة.
- سيطرة بعض الشركات الكبيرة على السوق وابتلاع الشركات الصغيرة.
- غياب نظام عادل لتنظيم الأجور بين العاملين.





