فرانشيسكا ألبانيزي تصرخ من قلب الأمم المتحدة: "ما يحدث في غزة إبادة جماعية بلا شك"

في واحدة من أكثر التصريحات صراحة وجرأة، وصفت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي ما يجري في غزة منذ خرق الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار بأنه إبادة جماعية حقيقية، مؤكدة أن إسرائيل "دولة فصل عنصري ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويجب ألا تُعامل كدولة طبيعية بعد الآن".
وفي مقابلة أجراها معها موقع ميديا بارت الفرنسي على هامش مؤتمر فلسطين، أكدت ألبانيزي أن الحرب الإسرائيلية على غزة اتخذت منحى تصعيديًا خطيرًا، ووصفت ما تقوم به إسرائيل بأنه استخدام "فضيع" للقوة تحت غطاء الحرب لتفريغ القطاع من سكانه.
نقاط رئيسية مما جاء في تصريحات ألبانيزي:
إسرائيل تستغل غضب مواطنيها بعد 7 أكتوبر لتبرير "المواجهة الشاملة" مع الشعب الفلسطيني.
محاولات الإخلاء الجماعي في غزة فشلت لأن السكان، وليس حماس، "رفضوا المغادرة رغم القصف والحصار".
الأسلحة المستخدمة تُختبر للمرة الأولى، مثل الطائرات الرباعية القاتلة، ومعظم ضحاياها أطفال.
في غضون ذلك، بلغ عدد القتلى في غزة منذ بدء العدوان أكثر من 50,752 شهيدًا، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، في ظل استمرار القصف والتجويع والتهجير.
وبالتوازي، يتعرض الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس الشرقية لهجمات يومية من جنود الاحتلال والمستوطنين، تشمل اقتحامات، تدمير محاصيل، واعتقالات واعتداءات جسدية.
رغم هذا الوضع، اعتبرت ألبانيزي أن ردود فعل الغرب "متواطئة"، إذ تستمر الولايات المتحدة في دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، بينما تلاحق المحتجين على هذه الإبادة. وتضيف: "العدالة اليوم عاجزة لأنها مختطفة من قبل الولايات المتحدة... والغرب يفضّل حماية النظام على احترام القانون الدولي".
محاولات لإسكاتها
ألبانيزي، التي تم تجديد ولايتها كمقررة خاصة للأمم المتحدة لمدة 3 سنوات، كانت هدفًا لحملات تخوين وتشويه من مؤيدي حكومة نتنياهو، متهمة إياها بـ"التحيز ومعاداة السامية" وحتى "الانتماء لحماس"، لكنها تصر: "لدي صوت، ويجب أن أستخدمه. سمعتي ليست أهم من أرواح الأطفال الذين يُقتلون يوميًا".
وتحذر المقررة من خطر التهجير في الضفة الغربية، مؤكدة أن خطر الضم لا يزال قائماً، وأن الخطوة التالية قد تكون إضفاء طابع رسمي على الاحتلال الكامل.
ألبانيزي طالبت في ختام حديثها بتطبيق القانون الدولي، و"التوقف عن التعامل مع إسرائيل كشريك تجاري وكأنها دولة طبيعية"، لأن الاستمرار في غض الطرف "وصمة أخلاقية على جبين العالم".