حماس تختار رئيس مكتبها السياسي خلال أسابيع

ملخص :
كشفت مصادر مقربة من قيادة حركة "حماس" أن الحركة قررت انتخاب رئيس لمكتبها السياسي العام وأطر قيادية جديدة، بديلًا عن المجلس القيادي الذي تشكّل عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق يحيى السنوار.
وأفادت المصادر بأن الحركة شرعت فعليًا في الإعداد لإجراء الانتخابات داخل مجلس الشورى العام، الذي يضم نحو 50 عضوًا يمثلون ثلاث ساحات رئيسية هي: قطاع غزة، والضفة الغربية، والشتات، مرجحة أن تُجرى الانتخابات خلال أيام، وربما خلال أسابيع قليلة.
مرشحان بارزان يتقدمان السباق
وبحسب الحراك الانتخابي داخل الحركة، يبرز اسمان رئيسيان في سباق رئاسة المكتب السياسي، هما رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة خليل الحية، ورئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل.
تقدّم خليل الحية بدعم عابر للساحات
ورجّحت المصادر فوز خليل الحية، استنادًا إلى تمتّعه بدعم واسع لا يقتصر على قطاع غزة، بل يشمل أيضًا جزءًا مهمًا من قيادة الحركة في الضفة الغربية، ولا سيما رئيس مكتبها السياسي هناك زاهر جبارين.
رهانات على اتجاه المسار السياسي المقبل
ويرى مقرّبون من الحركة أن نتائج الانتخابات ستحدد ملامح المسار السياسي القادم لـ"حماس"، ويعتقد هؤلاء أن فوز الحية سيعني الحفاظ على المسار الحالي، القائم على المواجهة المسلحة مع إسرائيل في قطاع غزة، إلى حين انتهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بصورة كاملة من القطاع.
مشعل ومسار سياسي بديل
في المقابل، أكدت المصادر أن خالد مشعل يتبنى توجّهًا سياسيًا مختلفًا، يقوم على البحث عن مساومات تفاوضية لإنهاء الاحتلال في غزة، ومحاولة إبعاد الحركة عن إيران، إلى جانب الاقتراب أكثر من الدول العربية المعتدلة.
الحرب تؤجل أي تغيير جذري
وكانت الحركة قد أعلنت في وقت سابق أنها لن تكون قادرة على تغيير المسار الراهن قبل انتهاء الحرب على غزة بشكل كامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وظهور واقع سياسي وأمني جديد.
انتخابات مؤجلة بفعل الحرب
وكان من المقرر أن تُجرى الانتخابات العامة في حركة حماس مطلع عام 2025، إلا أن هذه الانتخابات جرى تأجيلها بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، واستبعدت المصادر إجراء أي انتخابات عامة داخل الحركة قبل الوقف التام للحرب.
سياق انتخابي سابق
وتجري حماس انتخابات عامة دورية كل أربع سنوات، وكانت آخر انتخابات قد عُقدت في مارس/آذار 2021، وانتُخب خلالها إسماعيل هنية رئيسًا للمكتب السياسي، وبعد اغتياله في يوليو/ تموز 2023، جرى انتخاب يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي.
من المجلس القيادي إلى العودة لرئيس واحد
وعقب اغتيال السنوار، شُكّل مجلس قيادي للحركة برئاسة رئيس مجلس الشورى العام محمد إسماعيل درويش، وعضوية كل من خليل الحية، وخالد مشعل، وزاهر جبارين، ونزار عوض الله.
ويعزو مراقبون مقرّبون من الحركة قرار حلّ المجلس القيادي والعودة إلى انتخاب رئيس للمكتب السياسي العام إلى عاملين رئيسيين: أولهما وقف إطلاق النار في غزة، ما أنهى حالة الطوارئ العامة التي كانت الحركة تعمل بموجبها، وثانيهما بروز اجتهادات وخلافات مثيرة للجدل داخل المجلس بشأن قضايا سياسية مركزية، من بينها مستقبل حكم الحركة في غزة، والتحالفات الإقليمية.





