خطة أممية لتكثيف توزيع الغذاء في غزة

ملخص :
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن خطط لتوسيع عملياته في غزة لتوفير المساعدات الغذائية للسكان الذين عانوا من انقطاع الغذاء والمياه والأدوية خلال أشهر الحصار الأخيرة، يأتي هذا الإعلان بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، عقب مفاوضات غير مباشرة جرت في شرم الشيخ بمشاركة مصر وقطر وتركيا، وبإشراف مباشر من الولايات المتحدة.
أثر الحرب على المدنيين
وعلى الرغم من توقف القصف، تظل آثار الحرب مرئية بوضوح، حيث أسفرت الهجمات الإسرائيلية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن مقتل أكثر من 67.806 شخص، وإصابة نحو 170.066 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة.
كما أودت المجاعة الناتجة عن الحصار والتدمير المنهجي للبنية التحتية بحياة 463 فلسطينيًا، بينهم 157 طفلًا، بينما لا يزال مئات الآلاف من الأسر نازحين داخل القطاع. ومع انهيار منظومة الإمدادات الغذائية، تحاول الأمم المتحدة وشركاؤها استعادة الحد الأدنى من مقومات الحياة.
145نقطة توزيع ومخابز جديدة لتعزيز الأمن الغذائي
وأوضح برنامج الأغذية العالمي في بيان رسمي عزمه استعادة نظام التوزيع المعتاد، وتوسيع نطاق عملياته ليشمل 145 نقطة توزيع تغطي مختلف محافظات القطاع، وفي الأشهر الثلاثة الأولى، سيستفيد نحو 1.6 مليون شخص (أي حوالي 320 ألف أسرة) من المساعدات الغذائية، التي تشمل الخبز والطحين وصناديق المواد الغذائية العائلية.
كما يخطط البرنامج لزيادة عدد المخابز التي يدعمها من 10 إلى 30 مخبزًا خلال الأسابيع المقبلة، بهدف تعزيز إنتاج الخبز الطازج وتوفيره بأسعار مناسبة، ويبلغ الإنتاج الحالي نحو 100 ألف ربطة خبز يوميًا، بوزن 2 كغم لكل ربطة، لتوزيعها على الأسر المحتاجة.
دعم مخصص للفئات الأشد ضعفًا
وسيتم توسيع نطاق المساعدات لتشمل النساء الحوامل والمرضعات، في ظل ارتفاع معدلات سوء التغذية لدى الأمهات والأطفال، كما سيتم تخصيص دعم إضافي للفئات الأكثر هشاشة، مثل الأرامل، والأمهات العازبات، وكبار السن وذوي الإعاقة، عبر نظام التحويلات النقدية الإلكترونية الذي يمكّن المستفيدين من شراء المواد الغذائية مباشرة من الأسواق المحلية، وقد استفاد حوالي 140 ألف شخص من هذا النظام حتى الآن، مع خطة لمضاعفة العدد خلال الأسابيع المقبلة.
جاهزية لوجستية عالية لتأمين إيصال المساعدات
يقود البرنامج جهود الدعم اللوجستي للمجتمع الإنساني، بما في ذلك تنسيق الاتصالات الطارئة، وتأمين طرق نقل المساعدات، ويشير البيان إلى وجود أكثر من 170 ألف طن من السلع الغذائية جاهزة للإرسال، أو في طريقها إلى غزة، عبر ميناء أسدود، والمعابر مع مصر والأردن والضفة الغربية، وهي كافية لتغطية احتياجات سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة لمدة ثلاثة أشهر.
لكن البرنامج شدد على أن إيصال المساعدات على نطاق واسع يتطلب فتح جميع المعابر بسرعة وأمان، وضمان مرور القوافل دون عوائق، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية ومرافق التخزين وتسريع إجراءات التخليص في ميناء أسدود الإسرائيلي.
هشاشة الوضع الإنساني وإمكانات إعادة البناء
رغم التفاؤل الحذر الذي رافق إعلان الهدنة، حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع في غزة ما يزال هشًا للغاية، فإعادة بناء القطاع المدمّر بالكامل تتطلب سنوات من العمل ومليارات الدولارات، في وقت تعاني المنظمات الإنسانية من نقص التمويل والتعقيدات اللوجستية والأمنية، منوهة إلى أن أي تأخير في إدخال المساعدات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة، خصوصًا في ظل تلوث المياه ونقص الأدوية واستمرار انقطاع الكهرباء.