وسط تحديات كبيرة.. ترامب: "تعديل على المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة"

ملخص :
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة، التي تضم 20 نقطة لإنهاء الصراع، "ستخضع للتعديل قريبًا جدًا"، وذلك في ظل تزايد القلق الدولي بشأن عدم إحراز تقدم ملموس في تنفيذها، وكان ترامب نجح الشهر الماضي في جمع إسرائيل و"حماس" حول اتفاق هدنة، ضمن ما يسمى بـ المرحلة الأولى، والتي تضمنت انسحاب القوات الإسرائيلية، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وشروط تبادل الأسرى والمحتجزين، لكن الاتفاق لم يشمل المرحلة الثانية، المرتبطة بإدارة غزة بعد الحرب، والتي تأجلت بسبب خلافات سياسية ودولية.
وعندما سُئل ترامب في المكتب البيضاوي عن موعد بدء المرحلة الثانية، تجنب الرد المباشر، مكتفيًا بالقول إن العملية "تسير على ما يرام"، مضيفًا أن هناك حادثة انفجار أسفرت عن إصابات، لكنه أكد أن "الأمور تسير بشكل جيد" وأن المرحلة الثانية "ستحدث قريبًا جدًا"، رغم إعلانه سابقًا في 14 أكتوبر أن هذه المرحلة بدأت بالفعل.
المرحلة الثانية: مجلس السلام وقوة الاستقرار الدولية
تتضمن المرحلة الثانية من خطة ترامب إنشاء مجلس سلام برئاسة الرئيس الأمريكي للإشراف على إدارة غزة، إلى جانب قوة استقرار دولية لتأمين القطاع، وأكدت واشنطن أنها ستتمكن من حشد دول العالم للمشاركة في المجلس وتوفير قوات للقوة الدولية بمجرد صدور قرار من مجلس الأمن يمنحهما تفويضًا رسميًا للعمل.
ومع ذلك، لم تُعلن الولايات المتحدة بعد عن أسماء أعضاء مجلس السلام أو تكوين القوة الدولية، وسط تردد العديد من الدول في إرسال قوات خشية مواجهة مباشرة بين إسرائيل و"حماس".
التحديات الإقليمية ودور تركيا
أوضح دبلوماسيون لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن عدة دول أبدت استعدادها للمساهمة بالقوة الدولية، مثل إندونيسيا وأذربيجان، لكنها لم تعلن رسميًا عن ذلك بسبب رفض إسرائيل مشاركة تركيا، وأكد دبلوماسي للصحيفة أن مشاركة تركيا تعتبر ضمانة للعديد من الدول، إذ تقل احتمالية استهداف "حماس" لقوة تضم جنودًا أتراكًا نظرًا لدور أنقرة كضامن لاتفاق وقف إطلاق النار وداعم سياسي للحركة.
إلا أن إسرائيل ترفض أي دور تركي في القوة الدولية بسبب علاقاتها بحماس، وانتقادات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستمرة لإسرائيل، واتهامه لها بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.
أدوار لدول أخرى
- أشاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، عقب اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية ماركو روبيو مع نظيره الإيطالي، بـمساهمات روما في جهود الاستقرار وإعادة الإعمار في غزة، دون توضيح ماهية تلك المساهمات تحديدًا.
- كما أعلنت سويسرا أنها ستساهم أيضًا في خطة ترامب، بمبلغ 28 مليون دولار ستُخصص للمساعدات الإنسانية.
تعثر إعادة الإعمار
تواجه عملية إعادة إعمار قطاع غزة تعثرا، فالولايات المتحدة تسعى جاهدةً لبدء جهود إعادة الإعمار في النصف الذي تسيطر عليه إسرائيل من القطاع، لكنها تواجه معارضة من دول عربية، ومانحين محتملين، إذ يخشون أن يؤدي ذلك إلى ترسيخ الوضع الراهن في قطاع غزة المقسم، بالإضافة إلى أن إسرائيل رفضت فكرة السماح بإعادة إعمار غزة قبل نزع سلاح حماس، وهددت باستئناف الحرب إذا لم توافق الحركة على ذلك قريبًا.
موقف قطر والشركاء الإقليميين
شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري على ضرورة عدم السماح لإسرائيل بإعاقة المرحلة الثانية من اتفاق غزة، موضحا أن قطر تعمل مع الشركاء الإقليميين على الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، بهدف تحقيق سلام مستدام وإنهاء الحرب بشكل شامل في القطاع.
اتفاقيات ابراهام
وعن الضغوط الأمريكية على دول المنطقة للانضمام إلى اتفاقات ابراهام، أكد الأنصاري أن أي تطبيع مع إسرائيل لن يتم إلا ضمن إطار حل القضية الفلسطينية، مشددًا على أن عدم وجود مسار سلام للفلسطينيين يعني عدم تحقيق استقرار في المنطقة، وقال: "متى ما كان هناك حل للقضية الفلسطينية يقبله الأشقاء الفلسطينيون أولًا، يمكن الحديث عن إدماج إسرائيل في المنطقة".





