إيهود أولمرت يدعو إلى "حل الدولتين" كبديل وحيد لتحقيق السلام بعد اتفاق غزة

ملخص :
أكد إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، في مقاله، أن لا سبيل لتجنب العودة إلى دائرة العنف سوى بتبني تسوية شاملة قائمة على مبدأ حل الدولتين، ويأتي هذا التصريح الهام في سياق تعليقه على الاتفاق الأخير المتعلق بقطاع غزة.
لا بديل عن الاعتراف المتبادل
شدد أولمرت على أن استمرار الجمود وغياب أي دافع حقيقي للمضي قدماً ضمن إطار دولتين تعترفان بالحقوق المتبادلة للطرفين، سيعيد المنطقة حتماً إلى المواجهات المسلحة، مشيرا إلى أن التساؤل المحوري الراهن حول ما إذا كان التوقف المؤقت للأعمال القتالية، والانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية من غزة، واستمرار التحركات المحدودة لحركة "حماس"، سيشكل نقطة انطلاق لـ "خطوة سياسية جريئة" قادرة على إحداث تحول شامل في الشرق الأوسط، وتفضي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يرتكز على إقامة دولتين.
ملامح السلام
وحدد رئيس الوزراء الأسبق ملامح هذا السلام المنشود بوضوح، مشيراً إلى أنه يتحقق عبر إقامة دولة فلسطينية إلى جوار دولة إسرائيل، على أساس حدود عام 1967، على أن تكون القدس الشرقية هي العاصمة للدولة الفلسطينية، مضيفا أن مدينة القدس القديمة يجب أن تخضع لوضع لا تكون فيه تحت السيادة الإسرائيلية أو الفلسطينية، ومشددا على ضرورة أن تكون الدولة الفلسطينية "منزوعة السلاح"، ولا تمتلك جيشاً خاصاً بها.
"اتفاق لوقف الحرب" وليس "اتفاق سلام"
وأكد أولمرت أن الاتفاق الذي تم الاحتفاء به في الكنيست الإسرائيلي لا يرقى إلى مستوى "اتفاق سلام"، بل هو أقرب إلى كونه "اتفاق لوقف الحرب"، ووصفه بأنه ترتيب يهدف إلى إنهاء حرب غزة وتبادل الأسرى (بما فيهم الموتى والأحياء)، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين، إلى جانب انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
الدور المحوري لدونالد ترامب في إنهاء النزاع
واعتبر أولمرت أن "ترتيب وقف الحرب المثير للإعجاب" كان يبدو مستبعداً حتى أسابيع قليلة ماضية، وعزا الفضل في إتمامه إلى التدخل الحاسم من ترامب، مشيرا إلى أن كافة الجهود الدولية السابقة لوقف الصراع لم تنجح إلا بعد أن أخذ ترامب زمام المبادرة، منوها "لو لم يقرر ترامب إجبار نتنياهو على الاعتذار لرئيس وزراء قطر، لكنا ما زلنا في خضم حرب"، مؤكدا أنه لم يكن بمقدور أي قائد آخر سوى ترامب أن يتسبب في هذه السلسلة من الأحداث، في حين أقر أولمرت بجهود إيمانويل ماكرون، وكير ستارمر، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، وغيرهم من قادة المجتمع الدولي وإسهامهم في إنهاء القتال، إلا أنه شدد على أن قائداً واحداً فقط هو الذي أحدث "فرقاً جذرياً".
"ضربة موجعة" لـ "حماس" وخسائر فادحة في الأرواح
لفت رئيس الوزراء الأسبق إلى أن الاتفاق يشير إلى تنازل الحكومة الإسرائيلية عن "المواقف الحازمة" التي عبر عنها رئيس وزرائها الحالي، بنيامين نتنياهو، مقرا بأن الحرب لم تقضِ بالكامل على حركة "حماس"، إلا أنها تكبدت "ضربة موجعة".
ووصف الوضع في غزة بالكارثي، مشيراً إلى أن القطاع "دُمّرَ بالكامل تقريباً"، مع احتمال وجود أعداد كبيرة من السكان لا يزالون مدفونين تحت الأنقاض، وقدم أولمرت إحصائية مروعة، مؤكداً أن نسبة كبيرة من القتلى في غزة -التي تجاوزت 67,000 قتيل- لم يكونوا ضالعين في أي أعمال "إرهابية"، بل كانوا ضحايا للحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلت هجوم السابع من أكتوبر.
ضرورة التخلي عن "الأوهام الخرافية"
وفي ختام مقاله، حذر أولمرت من استمرار الأحلام "الخرافية" التي تسيطر على الطرفين، فمن جهة، لا يزال كثير من الإسرائيليين يأملون في ضم الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل وتهجير سكانهما، ومن جهة أخرى، يأمل الكثير من الفلسطينيين في إعادة تأهيل القدرات العسكرية لحركة "حماس" أملاً في تجدد الصراع.
وخلص أولمرت إلى أن الطرفين لا يزالان أسيري "أحلام خرافية مدفوعة بالدمار والخراب"، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو "القادر وحده على إجراء هذا التحول بالموافقة على دولتين لشعبين".