عسكريون بريطانيون ينضمون إلى مركز التنسيق المدني- العسكري الخاص بغزة

ملخص :
قالت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان رسمي، إن "عدداً صغيراً من ضباط التخطيط البريطانيين انضموا إلى مركز التنسيق المدني- العسكري الذي أُنشئ بقيادة واشنطن، موضحة أن بين الضباط المشاركين قائداً برتبة كبيرة يتولى منصب نائب قائد المركز".
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع أن الهدف من نشر هذه المجموعة يتمثل في مواصلة مشاركة بريطانيا في جهود التخطيط التي تقودها الولايات المتحدة لإرساء الاستقرار في غزة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن إطار التنسيق مع الحلفاء في مرحلة ما بعد الحرب، مضيف أن بريطانيا تواصل العمل مع الشركاء الدوليين من أجل دعم وقف إطلاق النار في غزة، واستكشاف سبل المساهمة المثلى في مسار السلام الدائم.
وزير الدفاع البريطاني: نمتلك خبرة يمكن تسخيرها
وأوضح وزير الدفاع البريطاني، جون هايلي، في تصريحات صحفية أن بلاده تملك خبرة ومهارات متخصصة عرضت تقديمها ضمن هذه الجهود، مؤكداً أن بريطانيا لن تتولى قيادة العملية لكنها ستؤدي دوراً فاعلاً ضمن الفريق الدولي، ومشيرا إلى أن نشر مجموعة الضباط البريطانيين جاء استجابة لطلب من الولايات المتحدة، وأن هذا التعاون يندرج في إطار الشراكة الدفاعية المتينة بين البلدين وسعي لندن إلى الإسهام في استقرار الأوضاع الإنسانية والأمنية في غزة.
تحركات دبلوماسية لتثبيت وقف إطلاق النار
ويأتي الإعلان البريطاني بالتزامن مع تكثيف الجهود الدبلوماسية من جانب الوسطاء - الولايات المتحدة ومصر وقطر- هذا الأسبوع، لتثبيت المراحل الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ودفع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤلفة من عشرين بنداً لإنهاء الحرب وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار.
ووفق تقارير إعلامية، تعمل هذه الأطراف على وضع ترتيبات أمنية وإدارية جديدة في القطاع، بما يضمن منع تجدد المواجهات وتهيئة الأرضية لعودة الخدمات الأساسية ومواصلة المساعدات الإنسانية.
مركز التنسيق المدني-العسكري: مهام وتحديات
ويعد مركز التنسيق المدني- العسكري، الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه بريطانيا وعدد من الدول، الذراع الأساسية لقوة تحقيق الاستقرار في غزة، وتهدف هذه القوة إلى ضمان الأمن وتنسيق العمليات الإنسانية والإغاثية، إلى جانب وضع الأسس اللازمة لمرحلة ما بعد الحرب.
غير أن المركز لا يزال في طور التشكيل، إذ لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق نهائي حول هيكله التنظيمي، وسلسلته القيادية، ووضعه القانوني، ومهامه التفصيلية، بحسب مصادر دبلوماسية مطلعة.
دور أمريكي محوري وتوسيع قاعدة المشاركة
ووافقت الولايات المتحدة على إرسال ما يصل إلى 200 جندي لدعم أعمال المركز، مع التأكيد على أنهم لن يتمركزوا داخل غزة نفسها، بل سيقدمون الدعم اللوجستي والتقني من مواقع خارجية.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إن واشنطن تجري محادثات مع عدد من الدول، من بينها إندونيسيا، والإمارات، ومصر، وقطر، وتركيا، وأذربيجان، للمساهمة في هذه القوة متعددة الجنسيات، سواء من خلال كوادر بشرية أو دعم لوجستي وتقني، مشيرين إلى أن الهدف من هذه القوة هو تهيئة بيئة مستقرة وآمنة في غزة تتيح للمنظمات الإنسانية العمل بحرية، وللسكان المدنيين العودة تدريجية إلى حياتهم الطبيعية.
دور بريطاني تكميلي وليس قيادياً
ورغم أن مشاركة بريطانيا في هذه الجهود محدودة من حيث العدد، فإنها تحمل بعداً سياسياً وعسكرياً مهماً، إذ تُظهر دعم لندن للمبادرات الأمريكية الخاصة بالاستقرار في الشرق الأوسط، وتعكس حرصها على الإسهام في منع تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.
وأكدت مصادر دفاعية بريطانية أن الضباط الموفدين يتمتعون بخبرة في إدارة العمليات متعددة الجنسيات والتخطيط المدني- العسكري، ما يجعلهم مؤهلين لتقديم دعم استشاري وفني في مجالات التنسيق الميداني وإدارة الإغاثة وإعادة الإعمار، مضيفة أن بريطانيا لا تسعى إلى دور عسكري ميداني، بل تركّز على تقديم الخبرة والتدريب والمشورة في مجال العمليات الإنسانية والأمنية المشتركة.
تحديات أمام تنفيذ خطة الاستقرار
رغم التحركات الدولية المكثفة، فإن العقبات السياسية والأمنية لا تزال قائمة أمام تنفيذ خطة تحقيق الاستقرار في غزة، وتشمل هذه التحديات اختلاف المواقف بين الأطراف المعنية حول طبيعة إدارة القطاع بعد الحرب، ودور إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وآلية نزع سلاح الفصائل المسلحة.
كما تواجه القوة الدولية المزمع تشكيلها صعوبات قانونية تتعلق بتفويضها ونطاق عملها، إلى جانب الحاجة إلى موافقة الأطراف الإقليمية، وضمان التنسيق مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية العاملة على الأرض.
التزام بريطاني بالحوار والاستقرار
في ختام بيانها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن مشاركتها في هذه الجهود تأتي ضمن التزامها الراسخ بالعمل الجماعي من أجل إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مشددة على أهمية استمرار التنسيق مع الحلفاء والشركاء الإقليميين لتحقيق تقدم ملموس في غزة، وأضاف البيان أن بريطانيا ستواصل دعم الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، والعمل على إيجاد حل مستدام يضمن أمن المنطقة وحقوق جميع الأطراف.
خاتمة
تجسد الخطوة البريطانية الجديدة جزءاً من تحرك دولي متسارع لإعادة ترتيب الأوضاع في غزة بعد أشهر من النزاع، في إطار خطة تقودها الولايات المتحدة بمشاركة حلفاء رئيسيين، وبينما لا تتطلع لندن إلى دور قيادي، فإن مساهمتها العسكرية والاستشارية تُعد مؤشراً على التزامها بالعمل المشترك لتحقيق استقرار دائم في المنطقة التي لا تزال تشهد توترات مستمرة.





