من هو توني بلير ولماذا يكرهه العرب؟

ملخص :
في 29 سبتمبر/أيلول، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، تضمنت وضع القطاع تحت الوصاية الدولية وتأسيس مجلس السلام لإدارة الفترة الانتقالية، مع تولي ترامب رئاسة المجلس نفسه، فيما سيكون لـ "توني بلير" دور إداري في تنفيذ الخطة.
ويحظى بلير بعلاقات قوية مع الإدارة الأمريكية وبعض الدول الإقليمية، وقد شارك مع معهد توني بلير للتغيير العالمي في دراسة سيناريوهات إعادة الإعمار في غزة، رغم الجدل حول مقترحات يُعتقد أنها قد تدفع الفلسطينيين لمغادرة أراضيهم، وهو ما نفاه المعهد رسميًا.
رفض عربي واسع لبلير
واجه وجود بلير في خطة إنهاء الحرب في غزة، رفضًا فلسطينيًا، وعربيًا واسعًا، وقال ثلاثة دبلوماسيين لصحيفة "فايننشال تايمز" إن بعض الدول العربية والإسلامية أعربت عن مخاوفها من خطط إشراك بلير في "مجلس سلام" من المزمع أن يشرف على المرحلة الانتقالية بعد الحرب في القطاع المدمّر، وذلك بسبب دعمه للغزو الأميركي للعراق عام 2003، مشيرين إلى وجود قلق من أن الخطط الأولية التي وضعها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق كانت ستُهمّش دور الفلسطينيين في إدارة غزة.
ترامب يتراجع!
شكك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحات له في وقت سابق من شهر أكتوبر الجاري، في إمكانية انضمام توني بلير إلى ما أطلق عليه "مجلس السلام" للإشراف على إدارة قطاع غزة، قائلا "لطالما أحببت توني، لكنني أريد أن أتأكد من أنه خيار مقبول للجميع"، دون أن يذكر أسماء قادة محددين يمكن أن يكون لهم رأي في اختياره لبلير.
هذه الضجة التي رافقت اسم "توني بلير" تجعل من الضروري أن نعود لتاريخه لنتعرف عليه أكثر؛ فمن هو توني بلير؟
النشأة والتكوين
- وُلد توني بلير في 6 مايو 1953 في إدنبرة، اسكتلندا.
- تخرّج في القانون من جامعة أكسفورد عام 1975.
- انخرط في السياسة بعد لقائه بشيري بوث، التي تزوّجها لاحقًا.
المسار السياسي
- انضم إلى حزب العمال البريطاني في شبابه.
- انتُخب عضوًا في مجلس العموم عام 1983، ممثلاً لدائرة سيدفيلد.
- في 1994، أصبح زعيمًا لحزب العمال بعد وفاة جون سميث.
- أطلق مشروع "العمال الجدد"، الذي حدّث سياسات الحزب ليصبح أكثر وسطية.
رئاسة الحكومة (1997–2007)
- قاد حزب العمال إلى فوز تاريخي في انتخابات 1997، بأغلبية 179 مقعدًا.
- ساهم في اتفاقية "الجمعة العظيمة" التي أنهت النزاع في أيرلندا الشمالية.
دور ما بعد رئاسة الحكومة
- أسّس "معهد توني بلير للتغيير العالمي" (TBI) عام 2008.
- يقدّم استشارات للحكومات في مجالات الإصلاح الإداري، التحول الرقمي، ومكافحة التطرف.
- يشارك في دبلوماسية غير رسمية ومنتديات عالمية مثل دافوس وميونخ.
الغزو الأمريكي للعراق ودور مثير للجدل
في عام 2003، دعم بلير غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة، مستندًا إلى ادعاءات بامتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل، وهو ما تبين لاحقًا أنه معلومات غير دقيقة، وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً واسعًا ووُجهت له اتهامات بـ "جرائم حرب"، خصوصًا بعد أن أسفر الصراع عن مقتل مئات الآلاف من العراقيين، إضافة إلى أكثر من 4 آلاف جندي أمريكي و179 جنديًا بريطانيًا، مع استمرار حالة الفوضى والعنف الطائفي في العراق.
في عام 2007، قبل مغادرته منصبه، اعترف بلير بخطأ تقديراته الاستخباراتية، قائلاً: "أعتذر عن حقيقة أن المعلومات الاستخباراتية التي تلقيناها كانت خاطئة، فرغم استخدام صدام للأسلحة الكيميائية ضد شعبه، فإن البرنامج الذي كنا نعتقد أنه موجود لم يكن كما تصورنا".
وقد قوبل دعمه لغزو العراق بانتقادات واسعة، شملت رسالة من نحو 50 دبلوماسيًا بريطانيًا سابقًا في عام 2004، وتحقيقًا مستقلاً خلص إلى أنه "بالغ في تبرير الحرب".
مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط
في عام 2007، عُين بلير مبعوثًا للجنة الرباعية الدولية (الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا، الولايات المتحدة) التي جعلت على عاتقها مهمة حل المشاكل العالقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وهي المهمة التي فشلت فيها بسبب عوامل رئيسية من بينها غض الطرف عن تعنت الجانب الإسرائيلي، وإقصاء حركة حماس، واستمر في هذا الدور حتى عام 2015، غير أن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ظلت متعثرة، وتضاءلت آفاق حل الدولتين تدريجيًا.
وواجه بلير انتقادات فلسطينية حادة، حيث وصف السياسي الفلسطيني الراحل، نبيل شعث، أن "جهوده لإرضاء الإسرائيليين لم تحقق سوى القليل"، فيما دافع مكتب بلير عن جهوده، مؤكدًا التزامه بحل الدولتين، لكنه شدد على أن تحقيق ذلك يتطلب التفاوض مع إسرائيل، مع الإقرار بأن دوره لم يكن محبوبًا لدى الفلسطينيين، وغاب عن قطاع غزة معظم فترة عمله.





