الملك عبد الله: ما حدث بغزة إبادة جماعية وحجم الدمار لا يُصدق

ملخص :
تحدّث الملك خلال المقابلة التي أجراها معه المراسل الخاص للقناة، فيرغال كين، لبرنامج "بانوراما"، عن قسوة المعاناة التي وصلت إليه المدنيون في غزة، قائلا "كجندي سابق، لم أتصور أبداً، من خلال القصص التي تصلني من مستشفياتنا الميدانية -وهي لا تُحصى- أن حكومة يمكن أن تُوقع هذا القدر من المعاناة على شعب".
ماذا رأى الملك عند مشاركته بالإنزالات الجوية؟
وعبّر الملك عن صدمته بعد مشاركته في بعض إنزالات الإغاثة الجوية التي نظّمها الأردن، مشيراً إلى أنه عندما نظر إلى حجم الدمار في ذلك الجزء من غزة، كان ذلك صدمة حقيقية له، مضيفا الملك في السياق ذاته "كما فعلت ذلك (المشاركة بالإنزالات) لأنني كنت سأتحدث إلى الغرب، لأقول لهم: لقد نظرت بنفسي من طائرة الإغاثة، رأيت ذلك بعينيّ، وكيف أننا كمجتمع دولي نسمح بحدوث هذا الأمر هو شيء يفوق الفهم".
"إبادة جماعية" وتأكيدات على تحرّكات قانونية دولية
وصنّف الملك ما حدث في غزة بوصفٍ قاطع، قائلاً "بالنسبة لي، إنها إبادة جماعية، المجتمع الدولي، والعديد من الدول، يعتقدون ذلك أيضاً"، مشيرا إلى وجود تحرّكات في المحاكم الدولية تصف الأحداث بذات المصطلح، مؤكداً أن السماح بحدوث مثل هذه الأفعال في هذا العصر، وبما تعلمته البشرية من تاريخها الحديث يتجاوز كل الحدود.
الصدمة الأولى وتداعياتها الإقليمية
تطرّق جلالته إلى اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، موضحاً أن الجميع كانوا "في حالة صدمة وذهول"، وأن التحوّلات اللاحقة كانت توحي بأن المنطقة مقبلة على هزّات عنيفة، منوها "كان واضحاً تماماً إلى أين ستتجه الأمور، لكن لم يخطر ببالي أبداً أننا سنستمر لأكثر من ستة أشهر على هذا الوضع".
عملية السلام وخطة سبتمبر في نيويورك
تطرّق الملك إلى لقائه مع زعماء إقليميين في نيويورك في سبتمبر/ أيلول الماضي للاستماع إلى تفاصيل خطة السلام التي عرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبيناً أن الرسالة التي خرجوا بها كانت واضحة "يجب أن يتوقف هذا، يجب أن يتوقف الآن"، في إشارة إلى الحرب الدائرة على غزة، مشيرا إلى أن جزءاً كبيراً من الخطة كان مشابهاً لما كانت تناقشه الأردن والدول الأوروبية، قائلاً "قلنا: لترامب، إذا كان بإمكان أحد تحقيق ذلك، فهو أنت"
وفي جوابه عما إذا كان يعتقد أن الخطة الأمريكية قادرة على تحقيق سلام دائم، أجاب الملك "يجب أن يكون كذلك (سلاماً دائماً)، لأنه إذا مررنا بهذا مرة أخرى، لا أعتقد أن المنطقة ستتمكن من البقاء، لذا، بعد ثمانين عاماً من الصراع، كفى".
موقف الأردن من المشاركة الأمنية داخل غزة
سُئل الملك عن إمكانية إرسال عناصر من القوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية الأردنية لتدريب قوى أمن محلية أو لتوفير الأمن داخل غزة كجزء من عملية صنع السلام، فأوضح "الجواب القصير هو لا، لأننا نعتقد أننا قريبون جداً من هذه القضية سياسياً، مستدركا بأنه من حيث التفاصيل ثمة تساؤلات عن طبيعة مهمات أي قوة أمنية داخل غزة، معبراً عن أمله بأن تكون مهمتها حفظ سلام لا فرضه، مفسرا أن حفظ السلام يعني البقاء هناك لدعم الشرطة المحلية (الفلسطينيون)، فالأردن ومصر مستعدتان لتدريبهم بأعداد كبيرة، لكن هذا يتطلب وقتاً، أما إذا كنا نتحرك في غزة بدوريات مسلحة، فهذا وضع لا ترغب أي دولة في الانخراط فيه".
الملك: "قيادات حماس".. لا أعرفهم
تطرّق الحوار إلى مدى الثقة المحتملة في التزام حركة حماس بعدم المشاركة في المستقبل السياسي، فأوضح الملك أنه لا يعرف قيادات الحركة شخصياً، لكنه نقل ما سمعه من دول تعمل معها عن كثب، مثل قطر ومصر، حيث أعربتا عن تفاؤل كبير بأن حماس قد تلتزم بذلك، محذرا من أن فشل إيجاد حل سياسي دائم سيعرّض المنطقة إلى مخاطر وجودية، قائلاً "إذا لم نحل هذه المشكلة، إذا لم نجد مستقبلاً للإسرائيليين والفلسطينيين، وعلاقات بين العالم العربي والإسلامي وإسرائيل، فنحن محكوم علينا بالهلاك".
شهادة ملكية أمام العالم
قدّمت المقابلة شهادة ملكية مباشرة أمام جمهور دولي عن حجم الكارثة الإنسانية في غزة، ودعوة صريحة للمجتمع الدولي للتحرك الفوري ووقف ما وصفه جلالة الملك بالفظائع قبل فوات الأوان، كما أكدت تصريحات الملك على ربط الحلول السياسية بمسارات إنسانية وقانونية وإقليمية، مع فتح قنوات للتدريب والدعم المدني شرط أن تكون في إطار حفظ السلام الذي لا يفرّق بين الأمن والاستقرار وكرامة السكان.





