غوتيريش يدعو لتعزيز التعددية والسلام والاستدامة في قمة شنغهاي

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال كلمته في قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في مدينة تيانجين الصينية، إلى تعزيز التعددية، ودعم سيادة القانون، والعمل المشترك لبناء مستقبل أكثر سلاماً وشمولية واستدامة.
شنغهاي أكبر منظمة إقليمية
وأشار غوتيريش إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون تُعد أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث عدد السكان والمساحة الجغرافية، مؤكداً أن "العالم متعدد الأقطاب تعيد فيه الاقتصادات الناشئة تشكيل التجارة والدبلوماسية والتنمية، وفي الوقت نفسه، نشهد اتساعاً في أوجه الظلم والانقسام".
وفي الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، شدد الأمين العام على ضرورة تعزيز التعاون الدولي للقرن الحادي والعشرين ووضع مصالح الناس في المقام الأول، كما رحب بمبادرة الصين للحوكمة العالمية، معتبراً أنها ترتكز على التعددية وتؤكد على أهمية حماية النظام الدولي الذي تقوم عليه الأمم المتحدة والقانون الدولي، مضيفا "لنحقق معاً وعد الميثاق، ونعمل من أجل مستقبل من السلام والكرامة والتضامن".
أولويات الأمم المتحدة: السلام والأمن
ركز غوتيريش على أربع أولويات أساسية، بدءاً بالسلام والأمن.
أولا: الوضع في غزة والصراع في أوكرانيا والمناطق الأخرى
تطرق الأمين العام إلى الوضع في غزة، واصفاً حجم الموت والدمار بالمروع، مع تفشي المجاعة، مؤكدا على الحاجة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن دون قيد أو شرط، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام، وأوضح أن الخطوات الملموسة نحو حل الدولتين تبقى المسار الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم للفلسطينيين والإسرائيليين.
وفيما يخص أوكرانيا، دعا غوتيريش، إلى وقف إطلاق نار يؤدي إلى سلام عادل وشامل ومستدام، وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات المنظمة.
وشدد على ضرورة حماية المدنيين، وتعزيز الحوار، وتأمين السلام في السودان وميانمار ومنطقة الساحل وأفغانستان.
ثانياً: التنمية المستدامة والإصلاح المالي الدولي
دعا الأمين العام إلى تعزيز التنمية المستدامة وإصلاح البنية المالية الدولية لضمان تمثيل عادل للدول النامية، مشيراً إلى أهمية توفير التمويل اللازم لتحقيق أهداف التنمية العالمية.
ثالثا: العمل المناخي ومواجهة تغير المناخ
في محور العمل المناخي، أشار غوتيريش إلى أن منطقة دول منظمة شنغهاي تضم أكثر من ثلاثة مليارات شخص، بما في ذلك مجتمعات معرضة لتأثيرات تغير المناخ، داعيا إلى مضاعفة التمويل للتكيف مع آثار التغير المناخي، وتوسيع أنظمة الإنذار المبكر، وبناء بنية تحتية مرنة، مع التأكيد على ضرورة الانتقال العادل من الوقود الأحفوري وتسريع الثورة في مجال الطاقة المتجددة.
رابعا: التعاون الرقمي وحوكمة التكنولوجيا
وشدد غوتيريش على أهمية التعاون الرقمي في مواجهة الفرص والمخاطر التي تتيحها التقنيات الجديدة. وأشار إلى إنشاء الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً فريقاً علمياً دولياً مستقلاً لربط العلم بالسياسة، وإطلاق حوار عالمي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي لضمان منح جميع الدول صوتاً ومنع التجزئة الرقمية، مع تعزيز السلامة والشمول والثقة.