الدراما العربية من التوعية بالمخدرات إلى تلميع صورتها
رصد لتأثير الأعمال الدرامية الحديثة على نظرة الشباب لقضية تعاطي المخدرات في العالم العربي والأردن تحديدا

ملخص :
شهدت الدراما العربية في السنوات الأخيرة تزايدا لافتا في مشاهد تعاطي المخدرات، ما أثار جدلًا واسعا حول دورها في تشكيل وعي الشباب تجاه هذه الظاهرة، وبينما ترتفع معدلات قضايا المخدرات في الأردن، تتجه الأنظار إلى مسؤولية صناع المحتوى في تقديم قضايا الإدمان بوعي ومسؤولية مجتمعية أكبر.
تعرض كثير من المسلسلات العربية مشاهد لتناول المخدرات بأسلوب يبدو واقعياً ومشوقاً، لكنه في بعض الأحيان يقدم بطريقة تُظهر الشخصيات المتعاطية بصورة جذابة أو مثيرة للفضول، مما قد يخفف من وقع خطورة الفعل لدى فئة الشباب، ورغم أن بعض الأعمال تسعى لتوصيل رسالة تحذيرية من التعاطي، إلا أن التركيز المفرط على تفاصيل حياة المتعاطين وسلوكهم يجعل المشاهد يتابع القصة بدافع الفضول لا العبرة، وهو ما يحوّل الهدف التوعوي أحياناً إلى انجذاب غير مقصود مع الظاهرة.
تصاعد القضايا.. وجرس الإنذار في الأردن
تشير بيانات الأمن العام، أن عام 2024 سجل أكثر من 25 ألف قضية مخدرات، نتج عنها 38 ألف حالة توقيف في الأردن، إضافة إلى ضبط كميات كبيرة من الحبوب المخدرة، هذه الأرقام تعكس اتساع الظاهرة، وتفتح باب التساؤل عن دور الإعلام والدراما في الوقاية منها.
الدراما وتأثيرها القانوني والاجتماعي: قضايا تنشأ من الشاشة إلى الواقع
يشير المحامي، عبد الحليم القيسي، إلى أنّ بعض المشاهد التي تُظهر تعاطي المخدرات أو تروّج للعلاقات غير السوية بدأت تترك أثرًا ملموسًا في الواقع الأسري، موضحًا أن هناك قضايا طلاق وخلافات زوجية رُفعت في المحاكم نتيجة تأثر أحد الأطراف بما يُعرض في الدراما الحديثة، ويؤكد القيسي "أن الفن إذا غاب عنه الوعي والمسؤولية الاجتماعية قد يتحول من وسيلة تثقيف إلى عامل هدم للقيم الأسرية"، داعيًا الجهات الرقابية وشركات الإنتاج إلى تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية في ضبط المحتوى المعروض.
الحلول المقترَحة: نحو دراما واعية
من الحلول التي يقترحها الخبراء:
- الاستعانة باستشارات طبية واجتماعية عند تناول موضوع المخدرات.
- تضمين رسائل توعية داخل الأحداث أو في نهايات الحلقات.
- إطلاق حملات توعوية بالتوازي مع عرض الأعمال الفنية.
- تشديد الرقابة على المحتوى الموجه للفئات العمرية الصغيرة.
يبقى السؤال الأبرز: هل تستطيع الدراما العربية أن تتحوّل من ناقلٍ للواقع إلى صانعٍ للتغيير؟ أم ستبقى بين فخّ الإثارة ومسؤولية التوعية، متأرجحةً بين الفن والواجب الأخلاقي؟





