200 عنصر من حماس عالقون في أنفاق رفح وجهود لتأمين خروجهم الآمن

ملخص :
قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، تولسي غابارد، أمس الاثنين، إن مهمة الإشراف على وقف إطلاق النار في قطاع غزة عسيرة، وتتطلب تعزيز التواصل والتنسيق ورفع مستوى الشفافية، وجاءت تصريحاتها بعد زيارة مفاجئة إلى مركز التنسيق المدني–العسكري المسؤول عن متابعة تطبيق الاتفاق، الذي يقع مقره الرئيسي في مدينة كريات غات جنوب "إسرائيل".
مركز التنسيق نموذج للتعاون
وصفت غابارد مركز التنسيق، الذي تديره الولايات المتحدة وجرى بناؤه للعمل مع شركاء إقليميين ودوليين، بأنه مثال حي على ما يمكن أن يتحقق عندما تتضافر الدول من أجل مصالح مشتركة، مشيرة إلى أن هناك شعورًا حقيقيًا بالأمل ليس في إسرائيل فحسب بل في الشرق الأوسط بأسره لأول مرة منذ سنوات، ورأت أن ما يجري في المركز قد يحمل تأثيرًا محتملاً لسلام دائم يعود بالنفع على الأجيال المقبلة.
الاستعداد للمرحلة الثانية من الاتفاق
تأتي زيارة غابارد في وقت تعمل فيه القوات الأميركية على تخطيط وتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وفق ما نقله مسؤولون، وتعد هذه المرحلة خطوة حاسمة في مسار التطبيق، إذ يتوقف عليها استمرار الهدنة وتثبيتها.
جدل حول إخراج عناصر حماس من أنفاق رفح
تزامنت زيارة غابارد، مع تقارير تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أبدى موافقة مبدئية على السماح بما تقدر إسرائيل بنحو 200 عنصر مسلّح من حماس العالقين في أنفاق رفح داخل ما يسمى "الخط الأصفر" بالخروج بأمان شرط إبعادهم عن القطاع، إلا أن هذا القرار واجه رفضًا واسعًا داخل أوساط حكومته وائتلافه، فضلاً عن المعارضة؛ ووصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش القرار بأنه "حماقة أمنية".
نفي حكومي وموقف عسكري حاسم
وفي مواجهة ردود الفعل الغاضبة في تل أبيب، نفى مصدر سياسي حكومي وجود موافقة رسمية على طلب الوسطاء، ونقلت القناة 12 عن مسؤولين كبار في الجيش أن موقف رئيس الأركان، أيال زامير واضح وحاسم: "يجب القضاء على جميع هؤلاء الإرهابيين"، وفق تعبيرهم.
ضغوط الوسطاء للحفاظ على المسار
يحاول وسطاء أميركيون ومصريون وقطريون حثّ نتنياهو على عدم التراجع عن الموافقة المبدئية، مؤكّدين أن تحرير هؤلاء العناصر يمكن أن يكون خطوة محورية لنجاح خطة الرئيس دونالد ترامب، وأن إنجازها بنجاح سيسهّل الانتقال إلى المرحلة الثانية فورًا.
توازن دقيق بين الأمن والسياسة
تلخّص زيارة غابارد والأنباء المصاحبة لها معضلة تطبيق وقف النار: فهي تجمع بين جهد دولي وإقليمي لتثبيت الهدنة عبر آليات إشرافية مشتركة من جهة، وصراع سياسي وأمني داخلي في إسرائيل حول مقاييس التعامل مع عناصر مسلّحين من جهة أخرى، وما سيحسم مسار المرحلة الثانية من الاتفاق هو مدى قدرة الوسطاء على إقناع الأطراف المترددة، وإدارة المواقف العسكرية والسياسية داخل إسرائيل بما يوازن بين المخاوف الأمنية والإمكانيات السياسية لإنجاز تسوية قابلة للاستمرار.





