في دورته السادسة عشر: مهرجان كرامة يعرض 70 فيلماً
سينما تُنصت لنبض الإنسان وتكشف قضايا المجتمع

ملخص :
ما هو مهرجان كرامة؟
هو أول مهرجان دولي لأفلام حقوق الإنسان أسس في الأردن، منذ إصداره الأول في عام 2010، يُقام المهرجان لأفلام حقوق الإنسان، وهو عبارة عن فعالية سينمائية دولية مدتها ستة أيام تقام في عَمَّان بالأردن، بشراكة عالمية تهدف إلى تعزيز الحوار والمشاركة في النقاش وبناء القدرات وإطلاق برامج عالية التأثير؛ لمعالجة الموضوعات المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان في الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا وخارجها، ويتم ذلك من خلال الأفلام والفنون البصرية والموسيقى والندوات والمنتديات والمعارض الفنية.
وخلال السنوات الإحدى عشرة الماضية، قدَّم مهرجان كرامة أكثر من 600 عرض لأفلام من 66 دولة، تنوعت بين عدة أنواع مثل الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة والقصيرة وأفلام الرسوم المتحركة.
أهمية مهرجان كرامة في المنطقة العربية
يُعد مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان مهماً جداً في المنطقة العربية؛ لأنه يستخدم السينما كأداة قوية لرفع الوعي بقضايا حقوق الإنسان المهمشة (كاللجوء والعنصرية وحقوق المرأة والشباب والعدالة)، كما يوفر هذا المهرجان منصة للحوار والنقاش بين الفنانين والمثقفين والجمهور، ويشجع على المشاركة المدنية والتفكير النقدي، بالإضافة إلى ذلك، يعمل على توثيق الانتهاكات وتقديم وجهات نظر بديلة، ويسعى إلى تمكين الشباب والمجتمعات ليكونوا فاعلين في التغيير الاجتماعي. وهو بذلك يشكل جسراً يربط بين القضايا المحلية والمشهد الحقوقي العالمي.
أهداف مهرجان كرامة
الدفاع عن حقوق الإنسان من خلال عروض الأفلام، وتحفيز النقاش، وتشجيع التفكير النقدي والمشاركة المدنية، وفتح حوار ديمقراطي حول قضايا حقوق الإنسان بين مختلف المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية والجمهور الأوسع، بالإضافة إلى الأهداف التالية:
- فهم القضايا المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان.
- دعوة المزيد من الناس للانخراط في خطاب حقوق الإنسان من خلال الفيلم والفن.
- إشراك المزيد من الشباب من خلال برامج التوعية، وتقديم معارف جديدة تؤكد على ضرورة حقوق الإنسان.
- توفير منصة للتواصل وإبراز أعمال الفنانين والناشطين في مجال حقوق الإنسان وصناع الأفلام.
- جذب جمهور جديد إلى مجال حقوق الإنسان من خلال العروض الموسيقية والمسرحية، وإشراكه في العروض الأساسية المتعلقة بهذا المجال.
انطلاق فعاليات مهرجان كرامة في دورته السادسة عشرة
انطلقت الدورة السادسة عشرة من مهرجان "كرامة سينما الإنسان" يوم الثلاثاء التاسع من ديسمبر 2025، في العاصمة عَمَّان، وتحديدًا في المركز الثقافي الملكي، الذي ينظمه سنويًّا "المعمل 612".
وقد افتُتحت الدورة السادسة عشرة تحت شعار "بنك الحقوق"، وتُوِّجت بعرض الفيلم الروائي الأردني القصير "هند تحت الحصار" للمخرج ناجي سلامة على المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي، بعد عرض الفيلم الهندي التحريكي (الأنيميشن) "بلو" للمخرج راجيف بي كي، وستستمر هذه الفعاليات حتى مساء الأحد الرابع عشر من الشهر الحالي، ديسمبر 2025.
فيلم هند تحت الحصار
ويروي فيلم الافتتاح "هند تحت الحصار" قصة مكالمة هاتفية حقيقية بين الهلال الأحمر الفلسطيني والطفلة الشهيدة هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، التي علقت في سيارة أهلها أثناء اختبائهم في غزّة، كما يسلط الفيلم الضوء على السيدة رنا الفقيه، عاملة الهلال الأحمر الرحيمة والصامدة، ويحاور شهود عيان على الحادثة، في هذا السياق، يتجلّى فيلم "هند تحت الحصار" بوصفه صورةً حميمةً وقويةً للشجاعة والعجز والثمن الإنساني المؤلم للحرب، كما يختبره من حاولوا المساعدة ومن تُركوا خلفهم.
الأفلام المشاركة في المهرجان
أكثر من 70 فيلمًا روائيًا وتسجيليًا وتحريكيًا من مختلف الأحجام (الطويلة والقصيرة والمتوسطة)، تُعرَض خلال أيام الدورة السادسة عشرة ذات الشعار "بنك الحقوق" لمهرجان "كرامة سينما الإنسان"، وتجدر الإشارة إلى أن الأفلام المشاركة في الدورة سواءً داخل مسابقاته المعتمدة أو خارجها قادمة من عدة دول عربية وأجنبية، من بينها: فلسطين، وسوريا، والعراق، ولبنان، ومصر، وتونس، والسودان، وتركيا، وإيران، والهند، والدنمارك، والبرازيل، والولايات المتحدة الأمريكية.
فكرة اسم المهرجان
يكشف المخرج إيهاب الخطيب، المدير الفني للمهرجان، أن اسم الدورة السادسة عشرة مُستوحًى من بنوك البذور التي تحفظ البذور لمواجهة الكوارث والحروب، وذلك لضمان مستقبل الغذاء والبشرية.
كيف يطرح المهرجان فنا بديلا بتسليط الضوء على مشاكل المجتمع؟
يقدم المهرجان فنا بديلا؛ لأنه يعمل خارج الإطار التجاري التقليدي للسينما، ويركز على قيم إنسانية ومشاكل اجتماعية غالبا ما يتم تجاهلها في الإنتاج السائد، تتناول هذه المشاكل قضايا مثل: الأقليات، واللاجئين، والشباب المهمش، والعنف، والفقر، والفساد، بالإضافة إلى غياب مساحة التعبير والعدالة، ويقوم المهرجان من خلال ذلك بتقديم:
- سينما مستقلة وحقوقية تعمل ضمن قيم إنسانية واضحة.
- منصة تعطي صوتا للمهمشين.
- حوار يناقش قضايا المجتمع بجرأة.
- فن يستخدم كوسيلة للتغيير وليس للتسلية فحسب.
- أبرز الأفلام والجوائز في دورته السابقة.
ومع كل ما يقدّمه مهرجان كرامة من أفلام وقصص وصوت للإنسان، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يمكن للفن وحده أن يغيّر الواقع، أم أننا نحن من يجب أن نحمل هذه الرسائل ونحوّلها إلى فعل؟! ربما تكون الإجابة في يد كل مشاهد يخرج من قاعة السينما وهو يرى العالم بعيون مختلفة.





