الزعيم الكوري الشمالي يغادر بيونغ يانغ متجها بالقطار إلى الصين

غادر الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون، الاثنين، العاصمة بيونغ يانغ متوجهاً بالقطار نحو بكين، للمشاركة في احتفالات كبرى ستقام بمناسبة الذكرى السنوية لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن مصادر لم تكشف هويتها أن كيم استقل قطاراً خاصاً بعد ظهر اليوم، في إطار زيارة رسمية تكتسب أهمية سياسية ورمزية، نظراً لتوقيتها وظروفها الإقليمية.
ويأتي حضور كيم جونغ أون العرض العسكري في العاصمة الصينية تأكيدا على متانة العلاقات بين بيونغ يانغ وبكين، الحليف التقليدي والأكبر لنظام كوريا الشمالية، خاصة في ظل تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية وتزايد الضغوط الدولية على بيونغ يانغ بشأن برنامجها النووي والصاروخي.
ويرى محللون ومراقبون أن حضور الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لهذا الحدث الدولي لا يقتصر على طابعها الاحتفالي فحسب، بل يتجاوز ذلك ليحمل أبعاداً ورسائل سياسية معقدة ومتعددة المستويات. إذ يعتبر مشاركته في العرض العسكري بالعاصمة الصينية بكين إشارة واضحة إلى رغبة بيونغ يانغ في تأكيد موقعها كلاعب أساسي وفاعل في المعادلة الإقليمية، خاصة في ظل حالة التوتر المستمرة في شبه الجزيرة الكورية والتنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى. كما تعكس هذه الخطوة حرص كوريا الشمالية على إظهار مستوى التنسيق الوثيق والمستمر مع الصين، حليفها الأبرز تاريخياً وسياسياً واقتصادياً، بما يبعث برسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة والدول الغربية مفادها أن بيونغ يانغ ليست معزولة، وأنها ما زالت تتمتع بدعم قوة عظمى قادرة على موازنة الضغوط الدولية المفروضة عليها. وبذلك، ينظر إلى مشاركة كيم في الاحتفالات على أنها تحرك سياسي مدروس، يهدف إلى تعزيز شرعية نظامه داخلياً وإبراز تحالفاته الاستراتيجية خارجيا بهذا، تكتسب الزيارة زخماً يتجاوز الطابع الاحتفالي لتطرح أبعاداً استراتيجية في توازنات المنطقة.
المصدر: ا ف ب