الصين ترد على ترامب: حرب الرسوم الجمركية تعود

عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لم تمر مرور الكرام على الصين. فبمجرد إعلانه فرض رسوم جمركية جديدة على واردات صينية، جاء الرد من بكين: لن نتراجع. العالم الآن على أبواب جولة جديدة من الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مع آثار متوقعة تطال كل شيء من أسعار الإلكترونيات إلى سلاسل التوريد، وصولًا إلى جيب المستهلك العربي.
من جديد، العالم يقف على حافة مواجهة اقتصادية بين واشنطن وبكين.
السبب؟ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض هذا العام، أعاد تفعيل ما يُعرف بـ"الرسوم العقابية" على الصين، شاملة قطاعات رئيسية مثل التكنولوجيا، السيارات، والطاقة الخضراء.
الصين، وعلى غير المتوقع، لم تسعَ إلى التهدئة، بل أعلنت بوضوح:
"سنرد بالمثل، وسندافع عن مصالحنا الاقتصادية بلا تردد".
خلفية الحرب التجارية
الحرب التجارية بين الصين وأميركا ليست جديدة. بدأت في 2018 حين فرض ترامب حينها رسومًا على سلع صينية بقيمة 250 مليار دولار، وردّت بكين برسوم مضادة.
لكن ما حدث اليوم مختلف: فترامب يعود في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تبعات التضخم، وأزمات سلاسل التوريد، ونقص المواد الخام. أي تصعيد جديد لن يكون تأثيره محصورًا بين الطرفين فقط، بل سيطال العالم كله.
ماذا يعني تمسّك الصين بالرد؟
الصين أعلنت أنها لن ترضخ للضغوط، وأنها ستستخدم أدواتها التجارية والدبلوماسية لحماية مصالحها، من ضمنها:
فرض رسوم على واردات أميركية مثل المنتجات الزراعية والتكنولوجيا
تشجيع الاستهلاك الداخلي لتقليل الاعتماد على السوق الأميركي
فتح أسواق جديدة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية
هذا الموقف يحمل رسالة واضحة:
بكين مستعدة للذهاب حتى النهاية.
من المتضرر الحقيقي؟
الجميع.
إليك تأثيرات الحرب التجارية على المدى القريب:
الفئة | التأثير المتوقع |
---|---|
الشركات العالمية | ارتفاع كلفة التصنيع والمواد الخام |
المستهلكون | زيادة أسعار الهواتف، الإلكترونيات، السيارات |
الاقتصاد الأميركي | تباطؤ في قطاعات تعتمد على استيراد قطع غيار من الصين |
الاقتصاد الصيني | انخفاض الصادرات إلى أميركا، لكن مع تنويع الأسواق |
العالم العربي | ارتفاع أسعار الأجهزة الإلكترونية ومواد البناء والملابس |
كيف يتأثر الشرق الأوسط؟
الشرق الأوسط ليس طرفًا مباشرًا، لكنه سيتأثر بشدة:
ارتفاع أسعار الهواتف الذكية والمنتجات الصينية المنتشرة في المنطقة
تباطؤ المشاريع الكبرى التي تعتمد على الواردات الصينية
تقلص التجارة العالمية، ما يؤثر على موانئ رئيسية مثل جبل علي، بورسعيد، والعقبة
أيضًا، التوتر الاقتصادي قد يدفع دولًا عربية إلى إعادة النظر في شراكاتها التجارية، والبحث عن بدائل من أوروبا أو آسيا غير الصين.
ماذا عن الشباب العربي والمستهلكين؟
جيل الشباب في العالم العربي، الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الصينية (مثل هواتف هواوي وشاومي وأجهزة الكمبيوتر والملحقات الذكية)، قد يشعر بالضغط فورًا.
منصة X (تويتر سابقًا) امتلأت بالتعليقات الساخرة والقلقة، مثل:
"إذا زاد سعر السماعات البلوتوث... راح نرجع للأسلاك؟ 😅"
بينما يرى آخرون أن هذه الحرب قد تكون فرصة لدعم التصنيع المحلي أو الإقليمي، بدلًا من الاعتماد الكلي على الاستيراد من الخارج.
إلى أين تتجه الأمور؟
كل المؤشرات تقول إن هذه الجولة من الحرب التجارية ستكون أكثر شراسة من السابقة.
لكن هل هناك أمل في التهدئة؟
محللون يرون أن الاقتصادين الأميركي والصيني مرتبطان بشكل معقد. وأن أي انهيار في التجارة بينهما سيؤثر على العالم بأسره، مما قد يدفع الطرفين إلى تفاوض جديد ولكن بشروط مختلفة.
الولايات المتحدة تريد تقليل اعتمادها على الصين، والصين تريد تقليل هيمنة الدولار الأميركي... هذا يعني أننا قد نكون أمام إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي في السنوات القادمة.