تحضيرا لزيارته البيت الأبيض.. شطب اسم الشرع من لوائح الإرهاب

ملخص :
يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين المقبل، نظيره السوري، أحمد الشرع، في البيت الأبيض، في أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى العاصمة الأميركية واشنطن، وتأتي الزيارة بعد أيام من تصويت مجلس الأمن الدولي على شطب اسم الشرع من لوائح الإرهاب الخاصة بالأمم المتحدة، في خطوة وُصفت بأنها صفحة جديدة في العلاقات السورية الدولية.
شطب من لوائح الإرهاب وقرار أممي تحت الفصل السابع
اعتمد مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، القرار رقم 2799 بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي أعدّته البعثة الأميركية الدائمة لدى المنظمة الدولية، وصوّت لصالح القرار 14 من أصل 15 عضواً، فيما امتنعت الصين عن التصويت.
وينص القرار على رفع أسماء الرئيس أحمد الشرع، ووزير الداخلية أنس خطاب من قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيمي "داعش"، و"القاعدة"، مؤكداً التزام المجلس باحترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، ودعمه لجهود إعادة الإعمار والاستقرار والتنمية الاقتصادية في البلاد.
كما رحّب القرار بتعهدات سوريا المتعلقة بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن، ومكافحة الإرهاب، داعياً دمشق إلى اتخاذ تدابير حازمة للتصدي للتهديد الذي يشكله المقاتلون الإرهابيون الأجانب، وحماية حقوق جميع السوريين دون تمييز، وتضمّن القرار أيضاً دعوة واضحة لدمشق إلى مكافحة المخدرات، والالتزام بمبدأ عدم الانتشار والقضاء على بقايا الأسلحة الكيماوية، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
مواقف الدول: تأييد روسي وتحفّظ صيني
برّر المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة، فو تسونغ، امتناع بلاده عن التصويت بأن القرار لم يعالج بشكل كافٍ مخاوف بكين الأمنية، في إشارة إلى قلقها من نشاط "حركة تركستان الشرقية الإسلامية" التي تضم مقاتلين من أقلية الأويغور داخل سوريا، وقال إن القرار "يُلزم سوريا باتخاذ إجراءات حاسمة للتعامل مع تهديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب، ومن بينهم عناصر الحركة المذكورة".
من جانبه، أكد المندوب الروسي، فاسيلي نيبينزيا، دعم موسكو للقرار لأنه يعكس مصالح وتطلعات الشعب السوري، أما المندوب السوري لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، فقد وصف القرار بأنه رسالة دعم للسوريين، نساءً ورجالاً، في جهودهم لإعادة بناء وطنهم واستعادة حياتهم".
محطة دولية قبل واشنطن
وقبل وصوله إلى الولايات المتحدة، يشارك الشرع في مؤتمر المناخ الأممي (كوب 30) المنعقد في مدينة بيليم بولاية بارا البرازيلية، وتُعد زيارته المرتقبة إلى واشنطن الأولى في التاريخ الحديث لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، بعد زيارته السابقة لنيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ألقى كلمة أمام الدول الأعضاء.
انضمام محتمل للتحالف الدولي ضد داعش
ووفق المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك، من المتوقع أن يوقّع الرئيس الشرع خلال هذه الزيارة اتفاقاً لانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، بالتزامن مع انتشار تقارير إعلامية عن مصادر أميركية تكشف نية واشنطن إنشاء قاعدة عسكرية قرب دمشق، تحديداً في مطار المزة العسكري، لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة الأوضاع الأمنية بين سوريا وإسرائيل.
التحولات في الموقف الأميركي
كان ترامب قد التقى الشرع لأول مرة خلال قمة الرياض في مايو / أيار الماضي، حين أعلن عن تحول كبير في السياسة الأميركية تجاه سوريا، متعهداً برفع العقوبات المفروضة عليها، وقال ترامب في حينه: "أعتقد أنه (الشرع) يبلي بلاء حسناً للغاية.. إنها منطقة صعبة، لكنه رجل قوي، وقد أحرزنا تقدماً كبيراً مع سوريا".
رفع العقوبات الأميركية والبريطانية
وفي تطور متزامن، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، رفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الداخلية أنس خطاب، بعد يوم واحد من القرار الأممي، ونشرت وزارة الخزانة الأميركية إشعاراً على موقعها الرسمي أكدت فيه شطب اسميهما من قائمة "الإرهابيين العالميين المحددين بشكل خاص" (SDGT).
كما انضمت بريطانيا إلى الخطوة نفسها، معلنةً رفع العقوبات المالية عن الرجلين، في تناغم مع الموقف الدولي الجديد تجاه دمشق.
آفاق جديدة للعلاقات السورية – الأميركية
تُعد زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن حدثاً مفصلياً في العلاقات بين البلدين، وتفتح الباب أمام تحالفات غير مسبوقة في المنطقة.
ويتوقع مراقبون أن يتصدر ملف المفاوضات المباشرة بين دمشق وإسرائيل جدول أعمال القمة، خاصة أن ترامب كان قد حضّ الشرع في مايو/ أيار الماضي على الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.





