انطلاق نظام المساعدات الجديد في غزة وسط رفض أممي وغارات دامية

بدأت مؤسسة "غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة، يوم الاثنين أولى عمليات توزيع الغذاء في قطاع غزة، ضمن نظام مساعدات جديد يهدف إلى التخفيف من الجوع المتفاقم بعد أشهر من الحصار الإسرائيلي.
المؤسسة أعلنت في بيان أن "الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية وصلت إلى نقاط التوزيع جنوب غزة، وبدأنا بالفعل إيصال المواد الإغاثية للعائلات المحتاجة"، مضيفة أن وتيرة التوزيع ستتسارع يومياً ابتداءً من يوم الثلاثاء.
النظام الجديد يأتي بعد ما يقارب ثلاثة أشهر من الحصار الإسرائيلي الخانق الذي فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وبينما يرى البعض أن هذه الخطوة تأخرت كثيراً، فإن آخرين يشككون في أهدافها الحقيقية، خاصةً في ظل معارضة واضحة من منظمات دولية.
فالأمم المتحدة وعدد من وكالات الإغاثة عبّرت عن رفضها للمبادرة، ووصفتها بأنها محاولة لتسييس الغذاء وتحويله إلى أداة ضغط. وقال مسؤول أممي لوسائل إعلام دولية إن "هذا النظام لا يحل الأزمة، بل يعمّق الفجوة بين السكان المحاصرين والمنظومة الدولية".
ويقوم نظام المساعدات الجديد على اختيار أفراد من عائلات محددة لتسلم صناديق الغذاء من نقاط توزيع محددة في الجنوب، وهي نقاط تخضع لحراسة شركات أمنية أمريكية خاصة وصلت إلى غزة في وقت سابق من هذا الشهر.
المثير أن توزيع المساعدات بدأ في يوم دامٍ جديد في غزة، حيث أدت غارات إسرائيلية إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة. وبينما تهدف المبادرة إلى "الاستجابة لحالة الطوارئ"، يرى مراقبون أن إسرائيل تحاول من خلالها تهدئة الضغط الدولي المتزايد على خلفية اتهامات باستخدام التجويع كوسيلة حرب.
الجدير بالذكر أن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا التعليق المباشر على الاعتراضات الأممية، لكن مسؤولاً إسرائيلياً قال لقناة عبرية إن "النظام الجديد هو الأفضل لضمان عدم وصول المساعدات إلى حماس".
في المقابل، تبدي مؤسسات حقوقية قلقاً حيال غياب إشراف دولي مستقل على عمليات التوزيع، وتخشى من أن يؤدي هذا النموذج إلى استثناء آلاف الأسر في مناطق شمال ووسط القطاع، التي ما تزال تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء.
وبينما تتواصل الغارات والدمار، يجد الفلسطينيون أنفسهم في معادلة صعبة بين الجوع والقصف، وبين نظام إنساني غامض لا يحظى بإجماع دولي. ومع كل شاحنة تدخل، تتجدد الأسئلة: هل هذه بداية لحلّ، أم مجرد تسكين مؤقت لأزمة إنسانية تتفاقم يوماً بعد آخر؟