الطفلة "وردة" تنجو من النيران بعد فقدان عائلتها كاملة في قصف إسرائيلي لمدرسة بغزة
في مشهد يعكس قسوة الحرب وآلام الطفولة تحت الحصار، نجت الطفلة الفلسطينية وردة الشيخ خليل من الموت، بعدما التهمت النيران مدرستها التي كانت تؤويها مع عائلتها في مدينة غزة. الطفلة، التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، فقدت والدتها وأشقاءها الستة في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى المدرسة، بينما يرقد والدها في المستشفى بجروح بالغة.
اللحظات التي أعقبت القصف وثّقتها عدسات الهواتف، وانتشرت على منصات التواصل: وردة تصرخ وسط النيران، تتوسل للخروج من بين الركام، قبل أن يتمكن عناصر الدفاع المدني من انتشالها على قيد الحياة. لكن تلك الحياة التي انتُشلت لها، لم تُبقِ لها من العائلة أحداً.
الهجوم، الذي وقع وسط قطاع غزة، طال مدرسة كانت تؤوي عشرات العائلات النازحة من شمال القطاع. وبحسب روايات شهود العيان، لم يكن هناك أي تحذير مسبق قبل سقوط الصواريخ، ما أدى إلى مذبحة حقيقية في صفوف المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن الحصيلة المحدثة للعدوان الإسرائيلي، المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، تجاوزت 53 ألف شهيد، بينهم أكثر من 18 ألف طفل. هذه الأرقام، وفق ناشطين حقوقيين، تؤكد أن البنية التحتية المدنية ومراكز الإيواء أصبحت أهدافًا مباشرة.
مشاهد وردة وناجين آخرين من تحت الأنقاض أثارت موجة تفاعل وغضب دولي، ودفعت منظمات إنسانية لإطلاق نداءات جديدة تطالب بوقف فوري للعمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ من تبقّى.
في الوقت نفسه، صادقت الحكومة الإسرائيلية على استدعاء ما يصل إلى 450 ألف جندي احتياط حتى نهاية أغسطس، ما يُنذر بتصعيد واسع في العمليات العسكرية. ويرى مراقبون أن هذه التعبئة تعكس توجها نحو إطالة أمد الحرب، رغم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وفي ظل غياب هدنة قريبة، تحذّر الأمم المتحدة من انهيار شامل للنظام الصحي في القطاع، مع تناقص الوقود، وإغلاق المستشفيات، وعدم وصول الإغاثة، بينما يعيش أكثر من مليون نازح في ظروف توصف بالكارثية.
وردة نجت من الموت، لكنها ستكبر بلا أم، بلا إخوة، وبذاكرة محترقة لا تمحى. قصة وردة، رغم مرارتها، أصبحت رمزًا جديدًا للمعاناة التي يعيشها أطفال غزة، وتذكيرًا يوميًا بأن الحرب ليست أرقامًا على الشاشات، بل أرواحًا وأحلامًا تُدفن تحت الركام.