مؤسسة إغاثة غزة تبدأ توزيع المساعدات وسط انتقادات أممية واعتراضات من حماس

في ظل التصعيد المستمر على قطاع غزة، بدأت "مؤسسة إغاثة غزة" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل أولى عملياتها الميدانية يوم الاثنين، من خلال تسليم شاحنات محمّلة بالمساعدات الغذائية إلى أربعة مراكز توزيع رئيسية في جنوب القطاع.
المؤسسة، التي تأسست كبديل مؤقت لتنسيق المساعدات بعيداً عن الأطر الأممية، أعلنت أنها ستواصل إرسال شاحنات يومياً، في محاولة للتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وتم تعيين جون أكري مديرًا تنفيذيًا مؤقتًا خلفًا لجيك وود، الذي استقال بشكل مفاجئ الأحد. أكري يُعد من أبرز خبراء الإغاثة في العالم، بخبرة تمتد لأكثر من 20 عامًا في إدارة الكوارث والنزاعات.
ورغم هذا التحرك، واجهت المؤسسة انتقادات حادة من جهات دولية، أبرزها الأمم المتحدة، التي شككت في فعالية خطة التوزيع، واعتبرت أنها لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة.
ما زاد من حدة الجدل هو استخدام المؤسسة لتقنيات متقدمة مثل التعرف على الوجه للتحقق من هوية المستفيدين، في محاولة لمنع وصول المساعدات إلى عناصر حركة حماس. وقد ردّت الحركة بغضب، ووصفت هذه الإجراءات بأنها "هندسة لتجويع المدنيين" واستخدام واضح للغذاء كسلاح في سياق الحرب.
في الوقت ذاته، أعلنت مصادر فلسطينية أن حركة حماس وافقت على مقترح من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يقضي بإطلاق سراح عشرة رهائن، في إطار تفاهمات محتملة قد تمهّد لوقف إطلاق نار مؤقت. لكن الحكومة الإسرائيلية نفت وجود أي مقترح من هذا النوع، وجددت رفضها تقديم أي "تنازلات سياسية أو إنسانية" لحماس، وفق وصفها.
ويأتي ذلك وسط تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل، خاصة من دول كانت داعمة لها منذ بداية الحرب. ألمانيا، أحد أقوى حلفاء تل أبيب، عبّرت عن قلقها المتزايد، مؤكدة أن حجم الضحايا المدنيين لم يعد مبررًا، حتى في إطار "محاربة الإرهاب"، خصوصًا مع تدهور الوضع الإنساني واستمرار نقص الغذاء والدواء.
وفي تصعيد جديد، شنّ الجيش الإسرائيلي غارة جوية استهدفت مدرسة تستخدم كمأوى للنازحين، ما أدى إلى مقتل العشرات، بينهم أطفال ونساء. القصف جاء بعد يوم واحد فقط من إعلان بدء توزيع المساعدات، ما ألقى بظلاله على جدية الجهود الإنسانية.
وسط هذا الواقع المتأزم، تبقى مسألة المساعدات وتوزيعها محورًا ملتهبًا في حرب عمرها أكثر من 19 شهرًا، يعاني خلالها المدنيون من نقص كل مقومات الحياة، في ظل غموض سياسي، وعجز دبلوماسي عن فرض تهدئة دائمة.