أسعار النفط تتراجع بترقّب اجتماع أوبك+ لبحث زيادة الإنتاج في يوليو

في ظل ترقب عالمي لما سيصدر عن تحالف أوبك+ خلال اجتماعه المرتقب نهاية هذا الأسبوع، شهدت أسعار النفط الخام تراجعًا طفيفًا في تعاملات صباح الثلاثاء.
وبحلول الساعة 00:22 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 12 سنتًا، أي بنسبة 0.19%، لتسجّل 64.62 دولارًا للبرميل. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 15 سنتًا، أو بنسبة 0.24%، ليبلغ 61.38 دولارًا للبرميل.
المحلل الاقتصادي في بنك ANZ، دانييل هاينز، قال في تصريحات نقلتها وكالة رويترز: "الأسواق تترقّب بحذر ما ستعلنه أوبك+ حول زيادات الإنتاج المقبلة، وهو ما انعكس على أداء الأسعار مؤخرًا".
وذكرت رويترز نقلًا عن ثلاثة مصادر من داخل التحالف، أن ثماني دول أعضاء في أوبك+، سبق لها أن تعهدت بتخفيضات طوعية إضافية في الإنتاج، ستعقد اجتماعًا يوم الجمعة، 31 مايو، أي قبل يوم واحد من الاجتماع الرسمي المقرر سابقًا.
من المتوقع أن يتم خلال هذا الاجتماع الحاسم تحديد مستويات إنتاج شهر يوليو. ووفقًا لمصادر أخرى، فإن هناك احتمالية كبيرة للإعلان عن زيادة إضافية في الإنتاج تُقدّر بـ411 ألف برميل يوميًا.
الاجتماع القادم يأتي بعد أن وافق التحالف في وقت سابق من هذا الشهر على تسريع وتيرة زيادة إنتاج النفط، وذلك للشهر الثاني على التوالي في يونيو، في محاولة لتحقيق توازن في السوق بين العرض والطلب، ودعم استقرار الأسعار في ظل تقلبات الاقتصاد العالمي.
هذه التحركات تأتي في وقت حساس للغاية، إذ تسعى الدول المنتجة إلى الاستفادة من تعافي الاقتصاد العالمي وارتفاع الطلب على الطاقة، دون التسبّب في إغراق السوق بما قد يؤدي إلى انهيار الأسعار مجددًا كما حدث في السنوات الماضية.
الجدير بالذكر أن أسعار النفط كانت قد شهدت موجة من الارتفاع خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، مدفوعة بتعافي نسبي في النشاط الاقتصادي العالمي وزيادة الطلب من قبل الدول الكبرى، خصوصًا الصين والولايات المتحدة. إلا أن المخاوف بشأن السياسات النقدية ووتيرة رفع أسعار الفائدة في الدول الكبرى، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية، لا تزال تشكّل ضغوطًا على السوق.
في ظل هذه المؤشرات، تبدو الأسواق حذرة في تعاملها مع التوقعات المرتبطة بمخرجات اجتماع أوبك+. فقرار زيادة الإنتاج بشكل غير متوازن قد يؤدي إلى تراجع أكبر في الأسعار، بينما الاستمرار في التخفيضات الطوعية قد يُفسّر على أنه محاولة للحفاظ على مستويات الأسعار المرتفعة.
حتى صدور نتائج الاجتماع، ستبقى أعين المستثمرين ومراقبي السوق مشدودة نحو فيينا، حيث مقر أوبك، في انتظار ما سيقرره المنتجون الكبار في صناعة الطاقة العالمية.