وسيم يوسف في دائرة الاتهام

تغريدة تحوّلت إلى قضية رأي عام؟
انتشرت خلال الأيام الماضية شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي تتهم الداعية الإماراتي، وسيم يوسف، بالضلوع في "تجارة الأعضاء"، رغم عدم وجود أدلة رسمية، إلا أن ما حدث يكشف عن أزمة ثقة، وغضب شعبي واسع يتجاوز الحقيقة أو الكذب.
كيف بدأت القصة؟
- بدأت الموجة بعد تداول منشورات على تويتر، وتيك توك تتهم وسيم يوسف باستخدام نفوذه في قضايا تتعلق باللاجئين، و"تجارة الأعضاء".
- الشائعات زعمت أن "جهات صحفية" تحقق في دوره ضمن شبكة إقليمية، دون تحديد مصدر موثوق، أو تصريح لجهة رسمية.
- رغم عدم وجود وثائق، تداول الخبر كان كافيًا لإشعال السوشال ميديا، وسط سخرية، غضب، وتحذيرات من "السكوت عن مجرم".
لكن اللافت أن الغضب لم يكن مبنيًا على القضية بحد ذاتها، بل على تراكمات مواقف يوسف المثيرة للجدل منذ سنوات، والتي جعلته خصمًا لفئة واسعة من الشباب العربي.
صراع على الحقيقة.. ما بين إشاعة وتأمل شعبي
وسيم يوسف لم يعلّق بشكل مباشر، بل اكتفى بتغريدات تلمّح إلى وجود ما أسماه "حربا قذرة" ضده، معتبراً أنه مستهدف بسبب مواقفه السياسية والدينية.
- البعض رأى أن الأمر لا يعدو كونه حملة تشويه من خصومه.
- آخرون قالوا إن مجرد تصديق الاتهام يعكس انهيار الثقة في منابر "الدين الرسمي".
- الحسابات المعارضة رأت أن الحملة تكشف عن "غضب مكبوت" من خطابه المتكرر الداعم للسلطات، والمعادي لقضية فلسطين.
لماذا كل هذا الغضب؟
- مواقفه المتكررة في الدفاع عن إسرائيل، واتهامه لحركة حماس بأنها "المسؤولة عن دمار غزة".
- هجومه على اللاجئين الفلسطينيين ووصفهم بأنهم "يبحثون عن الموت".
- ظهوره المستمر على قنوات رسمية دون نقاش أو نقد، عزز من شعور التهميش لدى جمهور يشعر أن صوته غير ممثل.
في النهاية، يبدو أن "تهمة تجارة الأعضاء" لم تكن سوى قنبلة رمزية انفجرت في وجه شخصية مثيرة للجدل.
وسيم ليس وحده.. فجوة الثقة تطال الكثيرين؟
سواء كانت الشائعات صحيحة أو لا، القضية تفتح الباب أمام أسئلة أهم:
- هل أصبحنا نبحث عن القصاص الرمزي بدلًا من العدالة الحقيقية؟
- وهل فقدت الشخصيات الدينية سلطتها المعنوية بسبب تحالفها مع السلطات؟
لماذا يتفاعل الشباب بهذه الحدة؟ هل هو فراغ سياسي، أم رغبة في التعبير عن غضب لا يجد منفذًا؟
في عالم تحكمه السوشال ميديا، قد لا يكون المهم ما إذا كانت التهمة حقيقية، بل لماذا تلقى صدى واسعًا بهذا الشكل، قضية وسيم يوسف تكشف عن أزمة ثقة، وصراع محتدم على القيم، والرموز، ومن صوت يمثل الجيل الجديد.