ما أسباب إلغاء مشاركة نتنياهو في قمة شرم الشيخ؟

ملخص :
تباينت المبررات الرسمية وشبه الرسمية لإلغاء مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في قمة شرم الشيخ للسلام، التي عقدت، ورغم إعلان مكتب نتنياهو أن سبب الغياب يعود لتزامن القمة مع الأعياد اليهودية، أكدت مصادر سياسية وإعلامية أن هناك ضغوطاً وتهديدات من بعض القادة المشاركين بمقاطعة القمة حال مشاركة نتنياهو.
بيانات متناقضة بين القاهرة وتل أبيب
في البداية، أصدرت الرئاسة المصرية بياناً يؤكد مشاركة نتنياهو في القمة، بينما أعلن مكتب نتنياهو بياناً مقتضباً ينص على عدم مشاركته بحجة عطلة عيد العرش اليهودي.
ردود أفعال القادة المشاركين وتأجيل هبوط أردوغان
وأفادت وسائل إعلام تركية أن الرئيس، رجب طيب أردوغان، أرجأ هبوط طائرته في مطار شرم الشيخ بعد ورود أنباء عن حضور نتنياهو، ملوحاً بالعودة إلى أنقرة في حال تأكيد مشاركته، لكن طائرته هبطت بعد التأكد من غياب نتنياهو.
وأكد الصحافي التركي حسن أوزتورك، رئيس تحرير قناة "أولكه تي في"، الذي رافق الطائرة الرئاسية، أن سبب تأخر الهبوط كان الأنباء عن مشاركة نتنياهو، وأن الرئيس التركي كان مستعداً للعودة إلى تركيا حال مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ضغوط دبلوماسية لمنع مشاركة نتنياهو
وأكد مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس أن تركيا، بدعم من العراق، مارست ضغوطاً لمنع نتنياهو من حضور القمة، وقال المصدر "بمبادرة من الرئيس أردوغان وبفضل الجهود الدبلوماسية التركية ودعم قادة آخرين، لن يحضر نتنياهو الاجتماع في مصر"، مضيفا أن الجانب المصري أبلغ نتنياهو بعد ذلك أنه لا يمكن استقباله، ما أدى إلى إلغاء مشاركته.
الرئيس العراقي من بين المعارضين
وأبلغ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الجانب المصري والأمريكي أن العراق سينسحب من القمة حال مشاركة نتنياهو، وحسب مصدر رفيع صرح لوكالة الأنباء العراقية "لا توجد دعوة رسمية من الجانب المصري إلى نتنياهو"، مؤكداً أن "محاولة ترامب لضمان حضور نتنياهو لم تنجح بسبب مواقف المشاركين المشابهة لموقف العراق".
الأسباب المعلنة لإلغاء المشاركة
أعلن مكتب نتنياهو لاحقاً أن الغياب يعود إلى عطلة "عيد العرش اليهودي"، التي بدأت في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وتستمر أسبوعاً، وتخلد ذكرى سكن اليهود تحت الخيام في صحراء سيناء، وأوضح المكتب أن نتنياهو شكر الرئيس ترامب على الدعوة، لكنه لن يتمكن من المشاركة بسبب اقتراب العيد.
الأسباب غير المعلنة
ذكرت وسائل إعلام عبرية أن السبب الحقيقي ربما يتعلق بتجنب مصافحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أو الدخول في مواجهة سياسية داخلية قد تثير أزمة في ائتلاف نتنياهو الحكومي، مشيرة إلى أن حزب الحريديم في ائتلاف نتنياهو اعتبر أن مثل هذه الرحلة لا تبرر انتهاك حرمة العيد، بينما ظهرت انتقادات من أحزاب اليمين.
وأوضحت المصادر العبرية أن نتنياهو كان يخشى موقفاً محرجاً قد يطرح خلال القمة، مثل النقاش حول حل الدولتين، أو اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، كما أن مصافحة عباس أو أردوغان قد تُفهم سلبياً من قاعدة ناخبيه.
الخاتمة
إلغاء نتنياهو مشاركته في قمة شرم الشيخ، رغم جهود الرئيس الأمريكي لضمان حضوره، تبرز تأثيرات الضغوط الإقليمية، وعدم تقبل نتنياهو بعد كل جرائمه في غزة على مدار عامين، مما يعكس حساسية القضايا الفلسطينية والإسرائيلية أمام التوازنات الإقليمية والدبلوماسية.