أول رئيس سوري يزور واشنطن رسميا.. الشرع سيلتقي ترامب في البيت الأبيض

ملخص :
أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، اليوم الأحد، أن الرئيس أحمد الشرع سيقوم بزيارة رسمية إلى البيت الأبيض هذا الشهر، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى العاصمة الأميركية واشنطن، موضحا خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة أن إعادة إعمار سوريا ستكون من أبرز الملفات التي سيناقشها الرئيس الشرع خلال زيارته، مضيفاً: "لا نريد أن تكون سوريا مركزاً للاستقطاب، وإنما أن تكون على مسار واحد من الجميع، وتقيم علاقاتها على التعاون والانفتاح".
موعد الزيارة وتفاصيل أولية
وكان المبعوث الأميركي الخاص توماس برّاك قد أعلن، أمس السبت، أن الشرع سيزور واشنطن قريباً، بينما أفاد مسؤول في البيت الأبيض لاحقاً بأن الزيارة من المقرر أن تتم في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإن أي رئيس سوري سابق لم يقم بزيارة رسمية إلى واشنطن من قبل، ما يجعل هذه الزيارة حدثاً تاريخياً في مسار العلاقات بين البلدين.
ملفات الحوار: رفع العقوبات وبناء الشراكة
أوضح الوزير الشيباني أن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية سيكونان على جدول المباحثات، مؤكداً "نريد أن تكون هناك شراكة قوية جداً بين أميركا وسوريا".
وأشار إلى أن بلاده تسعى إلى علاقات قائمة على التعاون والانفتاح المتبادل، بما يخدم الاستقرار الإقليمي والمصالح المشتركة.
الشرع سبق أن التقى ترامب في السعودية
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد التقى نظيره السوري أحمد الشرع في السعودية خلال شهر مايو/ أيار الماضي، في أول لقاء يجمع رئيسًا سوريًا ورئيسًا أميركيًا منذ 25 عامًا.
وعُدَّ الاجتماع الذي جرى على هامش لقاء ترامب بقادة مجلس التعاون الخليجي آنذاك تحولاً كبيراً في مسار الأحداث بالنسبة لسوريا، ومقدمة لعودة الاتصالات السياسية بين دمشق وواشنطن.
استقرار أمني وموقف من قضايا الداخل
وفي كلمته خلال المنتدى، أكد وزير الخارجية السوري أن بلاده تشهد استقراراً أمنياً مقبولاً في الداخل، وأن سوريا أصبحت شريكاً إقليمياً فاعلاً في مكافحة الإرهاب والمخدرات.
وقال الشيباني:"تعرَّضنا لتحديات، لكن لم نستسلم أمامها، وهناك ما يزيد على 250 ألف مفقود على يد النظام البائد"، مشددا على أن الحكومة السورية تسعى لترسيخ سيادة القانون كأساس للعلاقة بين جميع مكونات الشعب السوري، مؤكداً التزام بلاده بـ تعزيز السلم الأهلي وإعادة بناء النسيج الوطني.
الانضمام إلى التحالف ضد "داعش"
وفي تطور بارز، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤول أميركي قوله إن الرئيس أحمد الشرع من المتوقع أن يوقّع خلال زيارته إلى واشنطن اتفاقية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، ويُتوقع أن تشكّل هذه الخطوة نقطة تحول في موقع سوريا الإقليمي ودورها الأمني ضمن الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب والتطرف.
الشرع أمام الأمم المتحدة: رسالة انفتاح
يُذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع ألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث دعا إلى تعاون دولي منفتح وإلى تجاوز مرحلة الصراعات الإقليمية نحو مرحلة جديدة من الشراكات التنموية والسياسية.
واشنطن ودمشق أمام اختبار جديد
تمثل الزيارة المرتقبة إلى واشنطن منعطفاً مهماً في العلاقات السورية - الأميركية، إذ تأتي بعد عقود من القطيعة السياسية والتوترات المتتالية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تمهّد لـ انفتاح تدريجي بين البلدين، يعيد سوريا إلى الساحة الدولية كشريك سياسي وإنساني فاعل، ويضع العلاقات بين دمشق وواشنطن أمام اختبار جديد عنوانه الحوار بعد الصراع.





