ضربات الكاريبي.. تُطيح بالتعاون الاستخباراتي بين أميركا وبريطانيا

ملخص :
على مدار الأشهر الماضية، تصاعد التوتر في منطقة البحر الكاريبي بعدما نفّذت الولايات المتحدة نحو 19 ضربة جوية وبحرية استهدفت ما قالت إنه قوارب وشبكات تهريب مخدرات، غير أن هذه العمليات لم تمرّ بهدوء، إذ أثارت ردود فعل غاضبة دوليًا، وتحوّلت سريعًا إلى أزمة سياسية ودبلوماسية معقدة.
فقد وجّه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تهديدات مباشرة إلى فنزويلا، ملمّحًا إلى احتمال شنّ هجوم عسكري، ما دفع الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، إلى الردّ بتصريحات حادّة وإطلاق تدريبات عسكرية واسعة شملت المواطنين، والميليشيات المحلية استعدادًا لأي غزو محتمل.
وتوسّعت دائرة التوتر لتصل إلى الحلفاء، إذ أعلنت بريطانيا وكولومبيا وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع واشنطن احتجاجًا على النهج العسكري الأميركي، في حين أدانت فرنسا الضربات واعتبرتها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
بهذا المشهد، تحوّلت العمليات الأميركية من حملة ضد المخدرات إلى نزاع سياسي مفتوح يهدد استقرار المنطقة ويعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة بنسخةٍ جديدة تدور رحاها في الكاريبي.
ما الذي فعلته الولايات المتحدة؟
تذكر تقارير إخبارية موثوقة أن البنتاغون والقيادة الأميركية نفّذا حوالي 19 عملية وضربة ضد قوارب وأهداف يُزَعَم أنها كانت تنقل مخدِّرات أو متورطة في تهريب على متن بحار الكاريبي والساحل الهادئ، وتتحدّث المصادر عن استخدام طائرات، ومسيَّرات، وصواريخ في عمليات الاستهداف.
التبرير الرسمي الأميركي
تقول إدارة البيت الأبيض إنّها تستهدف شبكات تهريب تُشكّل تهديداً أمنيّاً، وتُعتبرها جزءاً من صراع مسلّح مع مهربي المخدرات في عرض البحر، ولذلك تصف العمليات بأنها قانونية ضد "مقاتلين وعناصر مسلّحة".
الخسائر والأرقام
أوردت وكالة "رويترز" أن الضربات أدّت إلى مقتل 69 شخصاً حتى تاريخ أوائل نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن حصيلة القتلى بلغت 76 قتيلاً.
ردود أفعال فنزويلا.. مادورو والحكومة
ردّ الرئيس نيكولاس مادورو بقوّة، معلنا تعبئة ميليشيات، ووعد بتجنيد/ ملايين المقاتلين واستدعاء الاحتياط لمواجهة تهديدات أميركية، مهددا بأنّ أي اعتداء سيقابل بردّ مناسب، وخطوات دفاعية واسعة النطاق، كما كثّفت فنزويلا أيضاً تدريبات عسكرية وأظهرت استعداداً لتحريك القوات.
وتشير تقارير محلية وإقليمية إلى أنّ الحكومة الفنزويلية تحدثت عن تشكيل وتهيئة "قوات شعبية" وعصابات لحرب الشوارع للتدخّل إذا حصل غزو بري أميركي.
ردود فعل دولية
- كولومبيا: أعلن الرئيس، غوستافو بيترو، تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة احتجاجاً على الضربات في الكاريبي.
- بريطانيا: قررت بريطانيا تعليق التعاون في تبادل الاستخبارات مع واشنطن على خلفية العمليات نفسها.
- فرنسا: ندّدت بالضربات واعتبرتها "انتهاكاً للقانون الدولي" بحسب تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، خلال اجتماعات وزراء خارجية دول مجموعة السبع.
تحليل قانوني ودولي
جهات تحليلية، وقانونيون دوليون يثيرون أسئلة حول: هل تُطبَّق قواعد القانون الدولي الإنساني في هذه الضربات؟ هل هناك تفويض واضح عبر ميثاق أو قرار دولي؟ وهل تُعتبر هذه الضربات عمليات إنفاذ قانون أم عمليات عسكرية عابرة للحدود؟، بعض المحلّلين يذهب إلى أنّ وصف مهربي المخدّرات كمقاتلين يُستخدم لتبرير عمليات عسكرية، لكن هذا الطرح مثير للجدل ويحتاج برهان وإثباتات واضحة من واشنطن.





