ما الذي يحدث في مدينة حمص؟

ملخص :
عثرت الجهات الأمنية في صباح، أمس الأحد، على رجل وزوجته مقتولين داخل منزلهما في بلدة زيدل جنوب مدينة حمص، مع وجود شعارات تحمل طابعاً طائفياً مكتوبة بدم الضحيتين، وقد أظهرت التحقيقات الأولية أن الزوجة قد تعرضت للحرق بعد مقتلها، فيما تشير العبارات المكتوبة إلى محاولة لإثارة الفتنة بين الأهالي.
ماذا قال الأمن الداخلي؟
وصف مرهف النعسان، قائد الأمن الداخلي في محافظة حمص، الجريمة بأنها "نكراء"، مؤكدا أن هدفها واضح، وهو إشعال خطاب طائفي وزرع الانقسام بين أبناء المجتمع، موضحا أن الجهات المختصة بدأت على الفور جمع الأدلة، وفتح تحقيق موسع لتحديد هوية الجناة وتقديمهم للعدالة.
وأكدت وزارة الداخلية السورية عبر بيان رسمي نشرته على صفحتها في منصة "فيسبوك"، اتخاذ كافة التدابير لحماية المدنيين واستقرار المنطقة، مشددة على متابعة التحقيقات بمهنية وحيادية.
تصاعد العنف الانتقامي في أحياء حمص
الزوج المقتول ينتمي إلى قبيلة بني خالد، التابعة لعشيرة الناصر، ما أدى إلى هجوم انتقامي من قبل أبناء عشائر البدو على عدة أحياء في مدينة حمص، بينها "المهاجرين"، و"المضابع"، و"الأرمن".
وأسفرت الهجمات عن خسائر مادية، شملت حرق وتكسير سيارات ونهب ممتلكات، وإشعال النار في الطرقات، بالإضافة إلى وقوع إصابات بين المدنيين، كما أدى العنف إلى انقطاع المواصلات بشكل جزئي، قبل أن تتدخل قوى الأمن الداخلي لفرض السيطرة، وفرض حظر تجول مؤقت في المناطق المتضررة.
تعزيز أمني واسع وفرض حظر التجوال
أوضحت وزارة الداخلية أن بلدة زيدل، ومناطق جنوب حمص شهدت تعزيزاً أمنياً مكثفاً، حيث تم رفع جاهزية قوات الأمن الداخلي وتنفيذ انتشار واسع لضمان حماية الاستقرار ومنع أي استغلال للحادثة لإثارة الفتنة، وبلدة زيدل، التي تضم مزيجاً من السكان المسيحيين والسنة، شهدت توتراً إضافياً بعد الحادثة، ما دعا السلطات لتعزيز الدوريات وتكثيف الانتشار الأمني في المداخل والأحياء.
حوادث متكررة.. هشاشة الأمن في ريف حمص
يأتي هذا الحادث في سياق سلسلة من حوادث العنف في ريف حمص، والتي تعكس غياب دور أمني فاعل، وفقاً لتقارير الأهالي، ومن أبرز هذه الحوادث:
- مقتل الشابين وسام ضاهر العلي (23 عاماً)، ومحمد صالح العلي (24 عاماً) رجمًا بالحجارة في قرية أبو حكفة بريف حمص الشرقي، بتاريخ 21 تشرين الثاني.
- قتل معلمة إثر استهدافها بقنبلة يدوية أمام منزلها في حي الوليد، ما أدى إلى وفاتها فوراً.
دعوات دولية للحفاظ على الأمن وسيادة القانون
دعت نجاة رشدي، نائبة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، إلى محاسبة مرتكبي أعمال العنف، وحماية المدنيين، واحترام سيادة القانون، مشددة على ضرورة إعادة الهدوء ووقف أي اعتداءات، متابِعةً عن كثب التطورات في حمص، بما في ذلك الهجمات على المدنيين والممتلكات.
مواقف عشائرية ودعوات للتهدئة
أصدرت عشيرة بني خالد بياناً أدانت فيه الجريمة ووصفتها بالبشعة، مؤكدة أن الهدف منها إثارة الفتنة الطائفية، داعية الجهات المختصة للقيام بدورها بالكشف عن الجناة وسوقهم إلى القضاء، ومنوهة إلى أن القبيلة تنأى بنفسها عن المشاركة في أي أعمال عنف، ودعت سكان حمص إلى الالتزام بضبط النفس، والحفاظ على السلم الأهلي، والابتعاد عن التجييش وتأجيج الخلافات المجتمعية.
تدخل أمني لاستعادة الاستقرار
أكدت محافظة حمص تكثيف وحدات الأمن الداخلي انتشارها في جميع الأحياء والمداخل، مع فرض طوق أمني محكم ونشر دوريات راجلة وآلية، وتطبيق حظر تجوال مؤقت، وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية المواطنين والممتلكات، وضمان منع أي أعمال فوضى أو اعتداءات محتملة، وفق البيان الرسمي.





