مع استمرار الحروب والنزاعات حول العالم.. ارتفاع قياسي في إيرادات شركات الأسلحة

ملخص :
أشار معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أن الإيرادات الإجمالية لأكبر الشركات العالمية المنتجة للأسلحة بلغت في عام 2024 مستوى قياسياً، بزيادة قدرها 5.9% لتصل إلى 679 مليار دولار، وهو أعلى مستوى تسجله البيانات منذ بدء رصدها، موضحا أن إيرادات أكبر مائة شركة دفاعية ارتفعت بنسبة 26% خلال الفترة من 2015 إلى 2024، مما يعكس تزايد الطلب العالمي على المعدات والخدمات العسكرية.
ما هو معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)؟
هو معهد تأسس في السويد في عام 1964 خلال ذكرى احتفال السويد بمرور 150 سنة دون خوضها لحروب، وتشمل دراسات المعهد قضايا متنوعة من قبيل: الأمن والصراعات، الإنفاق العسكري والتسلح، منع انتشار الأسلحة، نقل الأسلحة ونزعها، مراقبة استخدام الأسلحة ذات الاستخدام المزدوج، الحرب الكيميائية والبيولوجية، المناورات العسكرية، عمليات السلام.
يهدف المعهد إلى فهم الشروط المسبقة اللازمة لإيجاد سلام مستقر، وترسيخ حلول سلمية للنزاعات الدولية، ويعتمد المعهد في إصداراته على مصادر المعلومات المفتوحة، ومن أهم إصداراته الدورية (الكتاب السنوي الخاص بالسلاح ونزع السلاح والأمن الدولي).
الأداء الأمريكي: نمو ملموس مع تحديات مالية
سجلت 30 شركة من أصل 39 شركة أمريكية المدرجة في التصنيف ارتفاعاً في الإيرادات، من بينها "لوكهيد مارتن"، و"نورثروب غرومان"، و"جنرال دايناميكس"، حيث بلغت الإيرادات الأمريكية الإجمالية 334 مليار دولار، أي ما يعادل نحو 49% من إجمالي الأرباح العالمية من مبيعات الأسلحة، بزيادة نسبتها 3.8%.
ومع ذلك، أشار المعهد إلى أن الشركات الأمريكية تواجه تأخيرات واسعة النطاق، وتجاوزات في الميزانيات، لا سيما في برامج مثل طائرة إف-35.
وقد حققت شركة "جنرال دايناميكس" زيادة بنسبة 8.1% بفضل برنامج تحديث وبناء الغواصات النووية من فئتي فيرجينيا وكولومبيا، رغم تجاوز ميزانية برنامج غواصات كولومبيا بمقدار 17 مليار دولار، وتأخر إنتاج الغواصة الأولى 16 شهراً عن الجدول الزمني المحدد.
الشركات الأوروبية تحقق نمواً قوياً
تمثل الشركات الأوروبية 22% من الإيرادات العالمية، بواقع 151 مليار دولار، مع نمو نسبته 13% خلال عام 2024.
- الشركات البريطانية السبعة سجلت زيادة بنسبة 6.6% لتصل إلى 52.2 مليار دولار (7.7% من إجمالي الإيرادات).
- الشركات الفرنسية الأربعة حققت ارتفاعاً بنسبة 12% بإيرادات بلغت 26.1 مليار دولار.
- الشركات الألمانية الأربع سجلت أكبر نمو بنسبة 36% لتصل إيراداتها إلى 14.9 مليار دولار.
- الشركتان الإيطاليتان الاثنتان نمت إيراداتها بنسبة 9.1% لتصل إلى 16.8 مليار دولار.
- الشركات الثلاث عبر الأوروبية، وهي إيرباص للطيران، وMBDA للصواريخ، وKNDS للأنظمة البرية، حققت إيرادات بلغت 22.7 مليار دولار.
- الشركة التشيكية الوحيدة في التصنيف سجلت ارتفاعاً قياسياً بنسبة 193% لتصل إلى 3.6 مليار دولار، بدعم من "المبادرة التشيكية للذخيرة" التي استهدفت أوكرانيا.
الأداء الروسي والصيني
أدرج التقرير شركتين فقط من روسيا، هما "روستيخ"، و"الشركة الموحدة لبناء السفن"، وحققتا معاً زيادة بنسبة 23% لتصل الإيرادات إلى 31.2 مليار دولار (4.6% من الإيرادات العالمية)، مدفوعة بالطلب المحلي لتعويض تراجع الصادرات.
في المقابل، سجلت ثماني شركات صينية انخفاضاً بنسبة 10% لتصل الإيرادات إلى 88.3 مليار دولار (13% من الإجمالي)، نتيجة مشاكل فساد وتأخير العقود، وكان أكبر انخفاض بلغ (-31%) لدى شركة NORINCO، بينما تراجع إيراد أكبر منتج صيني AVIC بنسبة 1.3% بسبب تباطؤ تسليم الطائرات العسكرية.
النمو في آسيا والشرق الأوسط
- أربع شركات كورية جنوبية ارتفعت إيراداتها بنسبة 31% لتصل إلى 14.1 مليار دولار.
- خمس شركات يابانية سجلت زيادة بنسبة 40% بإيرادات بلغت 13.3 مليار دولار.
- تسع شركات من الشرق الأوسط أدرجت في التصنيف بإجمالي إيرادات 31 مليار دولار، مدفوعة بالطلب على الأسلحة في النزاعات الإقليمية مثل غزة وأوكرانيا.
- ثلاث شركات إسرائيلية (+16%) بإيرادات 16.2 مليار دولار.
- خمس شركات تركية (+11%) بإيرادات 10.1 مليار دولار.
- تكتل EDGE الإماراتي حقق إيرادات 4.7 مليار دولار بعد عودته للتصنيف.
يعكس تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام استمرار نمو صناعة الأسلحة عالمياً، مدفوعاً بالطلب المتزايد في مناطق النزاع والتحديث المستمر للبرامج العسكرية، وتبرز الفروقات الإقليمية في النمو، مع تفوق الشركات الأمريكية والأوروبية في الإيرادات، وتحديات تواجه بعض الشركات الصينية، بينما تحقق الشركات الروسية ارتفاعاً محدوداً مدفوعاً بالسوق المحلي.





