موسوليني.. من حكم إيطاليا إلى الإعدام

ملخص :
النشأة والبدايات
- ولد بينيتو أندريا موسوليني في 29 يوليو/ تموز 1883 في قرية "دوفيا دي بريدابيو" بإقليم إميليا رومانيا شمال إيطاليا، لأسرة فقيرة، حيث كان والده حدادًا، ووالدته معلمة في مدرسة كاثوليكية.
- تميز موسوليني بسلوك مشاغب منذ صغره، ما دفع والدته لإرساله إلى مدرسة داخلية يديرها رهبان ساليزيون، حيث أظهر تفوقًا دراسيًا وحصل على درجات جيدة.
- تخرج لاحقًا مدرسًا في المدارس الابتدائية، ثم التحق بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة لوزان، لكنه لم يُكمل دراسته فيها.
الهجرة والعمل
- هاجر موسوليني إلى سويسرا عام 1902، حيث عمل مدرسًا مؤقتًا في إحدى المدارس الابتدائية، قبل أن يُرفض تجديد عقده بسبب علاقاته المشبوهة.
- بعد ذلك مارس أعمالًا غير دائمة، من بينها العمل في شركات مقاولات البناء، ثم شغل وظيفة إدارية في إحدى الصحف الاشتراكية بمدينة ترينتو الإيطالية، التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية النمساوية المجرية، حيث بدأ ممارسة الكتابة السياسية.
- تأثر موسوليني خلال دراسته بأفكار تشارلز بيجوي الماركسية، التي ركزت على ضرورة إسقاط الديمقراطية الليبرالية والرأسمالية باستخدام العنف، وانضم إلى التيار الاشتراكي.
التحول نحو الفاشية
- تجذرت في موسوليني فكرة التغيير بالعنف، فأسس حركة شوفينية عرفت لاحقًا باسم "الفاشية"، التي تبنت العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية، مؤكدة على أن السلم الدائم غير ممكن، وأن الحياة تقوم على النضال والقهر.
- شكل إعلان إيطاليا الحرب على تركيا عام 1911 نقطة فاصلة في مسيرته السياسية، حيث قاد مظاهرات ضد الحرب، ما أدى لسجنه عدة أشهر.
- بعد خروجه من السجن، عُين رئيسًا لتحرير صحيفة الاشتراكيين الوطنية "إلى الأمام"، لكنه طُرد بعد نشره مقالًا يدعو فيه إيطاليا للدخول في الحرب العالمية الأولى، مخالفةً لتوجه الحزب.
- عندما دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى، انفصل موسوليني عن الاشتراكيين، والتحق بالجيش، وخدم لمدة عامين، وعند انتهاء الحرب، كانت إيطاليا تواجه مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة، من بينها الغلاء، وانعدام فرص العمل، والإضرابات العمالية.
الصعود إلى السلطة
استغل موسوليني الوضع المتأزم، فأسس جماعة فاشية متشددة في ميلانو، ونجحت في الوصول إلى البرلمان عام 1921، كما أنشأ فرقًا مسلحة من المحاربين القدامى عرفت باسم "سكوادريستي"، لممارسة العنف ضد الاشتراكيين والشيوعيين.
وفي عام 1922، نظم موسوليني مظاهرات ضخمة شارك فيها آلاف من أنصار الفاشية، ورفعوا شعار "إما أن تُعطى لنا الحكومة أو سنأخذ حقنا بالمسير إلى روما"، وتوجّه حوالي 14 ألف فاشي إلى العاصمة، ومع تصاعد موجات العنف والفوضى، كلفه الملك بتشكيل الحكومة.
سياسات موسوليني الداخلية
بعد توليه السلطة، ألغى موسوليني الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية، ومنع أي نشاط غير فاشي، ومارس القمع والعنف ضد خصومه، كما نصب نفسه القائد الأوحد لإيطاليا، وتبنى الفاشية نظاما سياسيا في إيطاليا في ديسمبر عام 1925.
سياسات موسوليني الخارجية
- غير موسوليني سياسات إيطاليا تجاه ليبيا، فنقض الاتفاقات مع الليبيين ورفض الاعتراف بالمحاكم الشرعية في المناطق التي يسيطر عليها الإيطاليون، واحتل مركز القيادة السنوسية في أجدابيا، وأعدم المجاهد عمر المختار عام 1931.
- وفي عام 1935، غزا إثيوبيا، وقدم الدعم للجنرال فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وتقارب مع ألمانيا النازية، معجبًا بأفكار أدولف هتلر.
- وفي عام 1939، تحالف مع هتلر وأدخل إيطاليا الحرب العالمية الثانية عام 1940 ضمن دول المحور، إلا أن الجيش الإيطالي فشل في تحقيق أي انتصار يُذكر، بما في ذلك ثلاث محاولات فاشلة لاحتلال اليونان، حتى تدخلت وحدات نازية لمساعدته.
السقوط والإعدام
في سبتمبر/ أيلول 1943، وبعد وصول قوات الحلفاء إلى صقلية، اندلعت ثورة شعبية أطاحت بموسوليني، وأُدخل السجن، إلا أن جنودًا ألمان أخرجوه ليصبح رئيس حكومة اسمية في شمال إيطاليا، ومع اقتراب هزيمة ألمانيا، حاول موسوليني الفرار في نهاية أبريل/ نيسان 1945، إلا أنه قُبض عليه وأُعدم، وعلق مع عدد من أعوانه في ساحة عامة.
توفي بينيتو أندريا موسوليني في 28 أبريل/نيسان 1945، منهياً حياة سياسية اتسمت بالعنف والقمع والتحولات الجذرية بين الاشتراكية والفاشية.





