غضب وتهديدات مع اقتراب موعد زيارة المبعوث الأميركي للعراق

ملخص :
استبقت قوى سياسية وفصائل عراقية مسلّحة مقرّبة من إيران زيارة المبعوث الأميركي الخاص، مارك سافايا، بحملات إعلامية واسعة وتصريحات هجومية، معتبرة أن تحرّكاته لا تحمل أي صفة إلزامية للعراق، ومن المتوقع أن يصل سافايا إلى بغداد خلال الأيام المقبلة، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
نائب وزير الخارجية الأميركي يزور بغداد
وتزامن هذا التصعيد مع وصول نائب وزير الخارجية الأميركي، مايكل ريغاس، إلى بغداد مساء أمس الاثنين، بحسب بيان السفارة الأميركية، كما جاء بعد ساعات من زيارة خاطفة أجراها المبعوث الأميركي إلى سورية، توم براك، الذي التقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في اجتماع منفرد.
خلفية التوتر: تصريحات اعتُبرت تهديداً للفصائل
سافايا، الذي سبق أن لعب دوراً في التوسط للإفراج عن الباحثة الإسرائيلية المختطفة داخل العراق إليزابيث تسوركوف، نشر الأسبوع الماضي تعليقاً على منصة "إكس" بشأن استهداف حقل كورمور للغاز في السليمانية، قال فيه: "ليكن الأمر واضحاً: لا مكان لمثل هذه الجماعات المسلحة في عراق ذي سيادة كاملة"، وقد فُسّرت هذه العبارة على أنها تهديد مباشر للفصائل المسلحة، المتهمة في العادة بالوقوف وراء عمليات القصف التي تستهدف مواقع ومنشآت في إقليم كردستان.
رسائل أميركية بشأن السلاح خارج الدولة
وفي تصريحات سابقة، أكد سافايا أن المجتمع الدولي ينظر إلى العراق بوصفه دولة قادرة على لعب دور إقليمي مؤثر، "لكن ذلك مشروط بحلّ ملف السلاح المنفلت وحماية هيبة مؤسسات الدولة"، مشدداً على أن لا اقتصاد يمكن أن ينمو ولا شراكات دولية يمكن أن تستمر في ظل تداخل السياسة مع "قوة غير رسمية"، مشيرا إلى أن العراق يمتلك "فرصة تاريخية" لإنهاء هذا الملف وتعزيز صورته دولةً محكومة بسيادة القانون.
هجوم سياسي وإعلامي واسع
أثارت تصريحات سافايا ردود فعل غاضبة داخل الفصائل المسلحة والأحزاب المؤيدة لإيران، وكان الموقف الأبرز من منظمة بدر، المنضوية في تحالف الإطار التنسيقي، والتي دعت إلى استدعاء القائم بالأعمال الأميركي للرد على ما وصفته بـ "تجاوز سافايا للأعراف الدبلوماسية"، وذكر عضو البرلمان والقيادي في المنظمة كريم عليوي، أن تصوير العراق كدولة بحاجة إلى وصاية خارجية "قراءة خاطئة"، مؤكداً أن الحشد الشعبي جزء أصيل من المنظومة الأمنية ويعمل تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، وقد أثبت قدرته على حماية السيادة الوطنية.
تصريحات تهديدية من فصائل مسلحة
كما أطلق ناشطون وأعضاء في كتائب حزب الله وحركة النجباء تصريحات هجومية ضد المبعوث الأميركي، كان أبرزها من القيادي في كتائب حزب الله وسام عزيز، الذي استخدم لغة اعتُبرت تحمل تهديداً مباشراً لحياة سافايا.
رفض سياسي لمفهوم "الوصاية الأميركية"
بدوره، شدد عضو تحالف "الأساس" عبد الصمد سالار على أن المبعوث الأميركي "ليس وصياً على العراق"، معتبراً أن تصريحاته تحمل "مضامين واضحة للتدخل في الشؤون الداخلية"، وهو ما ترفضه بغداد تماماً، مؤكدا أن العراق يسير وفق نظام ديمقراطي يحترم سيادته، وأن "البيت الأبيض ليس قيّماً على قراراته".
ضغوط أميركية لإعادة تشكيل خارطة الحكم المقبلة
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة المدى العراقية، عن مصادر داخل ائتلاف الإطار التنسيقي أن الأخير بدأ مراجعة حساباته بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، عقب تلقيه "رسائل أميركية متصاعدة" عبّر عنها المبعوث مارك سافايا خلال الأيام الماضية، وبحسب المصادر، فإن هذه الرسائل قد تدفع الإطار إلى استبعاد المرشحين المقرّبين من الفصائل المسلحة عن سباق رئاسة الوزراء، وربما أيضاً عن المناصب الوزارية الأساسية.





