مجلة أميركية: زيلينسكي قد يفر إلى إسرائيل

ملخص :
مع اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022، واجهت البلاد اضطرابات سياسية واقتصادية واسعة، وتزايدت الضغوط على السلطات لملاحقة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، وفي هذا السياق، لجأ عدد من الأثرياء وأفراد من السلطة إلى إسرائيل، مستفيدين من مزايا قانونية ومالية، لتصبح الوجهة الأكثر جاذبية لهم.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن إسرائيل قد تصبح أيضًا وجهة محتملة للرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في حال تدهور الوضع العسكري والسياسي، وفق ما أوردته مجلة ناشيونال إنترست.
عوامل الجذب في إسرائيل
أولا: ما يُسمى بـ "حق العودة اليهودي": يسمح القانون الإسرائيلي لأي شخص من أصول يهودية، أو أحد أفراد أسرته، بالحصول على الجنسية أو الإقامة بسرعة، ما يوفر حماية قانونية للأثرياء والقيادات السياسية المعرضة لضغوط أو ملاحقات محتملة.
ثانيا: الإعفاءات الضريبية: توفر إسرائيل برامج ضريبية شاملة لـ "المهاجرين الجدد"، تحمي أصولهم ودخلهم الخارجي لفترات طويلة، ما يقلل المخاطر المالية على أصحاب الثروات الكبيرة، ويعزز جاذبية الدولة كملاذ آمن.
ثالثا: بيئة قانونية مرنة: إسرائيل ليست ملزمة تلقائيًا بتطبيق كل العقوبات الغربية، ما يقلل من احتمالية تجميد الأموال أو التعرض لملاحقة قانونية، ويجعلها بيئة ملائمة للأوليغارشيين، والمسؤولين الذين يسعون لحماية ممتلكاتهم.
أبرز المهاجرين والزعماء المتجهين إلى إسرائيل
بين فبراير 2022 وفبراير 2023، هاجر نحو 13.000 أوكراني إلى إسرائيل، معظمهم من المدنيين العاديين، فيما استغل بعض الأثرياء هذه الهجرة لحماية أصولهم من المساءلة القانونية، ومن أبرز الشخصيات التي لجأت إلى إسرائيل:
- إيهور كولومويسكي، أحد أغنى رجال أوكرانيا، والذي يحمل الجنسية الإسرائيلية ويعد مثالًا على استغلال ما يسمى "حق العودة"، وتعدد الجنسيات في حماية الثروة.
- تيمور مينديتش، الشريك السابق لرجل أعمال أوكراني، والذي هرب إلى إسرائيل بعد اتهامه بسرقة عشرات الملايين من العقود الحكومية، ويواجه دعاوى غيابية.
نمط الهجرة بين 2022 و2025
- 2022: بداية الحرب، شهدت أوكرانيا حالات فردية لأغنياء هربوا بسرعة.
- 2023: ارتفاع ملحوظ في أعداد الأثرياء الباحثين عن ملاذات آمنة.
- 2024–2025: استمرار الاتجاه، مع توقع أن تصبح إسرائيل خيارًا ثابتًا للأغنياء، وحتى المسؤولين السياسيين، مثل الرئيس زيلينسكي، الراغبين في حماية أنفسهم وممتلكاتهم من المساءلة القانونية.
أبعاد قانونية وأخلاقية
وتشكل هذه الظاهرة تحديًا لأوكرانيا والدول الغربية الداعمة لها، التي تسعى لمحاسبة المسؤولين عن الفساد واستعادة الأموال العامة، خصوصًا تلك الممولة جزئيًا بالمساعدات الدولية، كما تثير تساؤلات أخلاقية حول مدى استغلال الثروات، والملاذات القانونية في أوقات الأزمات.
تطورات السلطة الأوكرانية الأخيرة
في 28 نوفمبر الماضي، أعلن زيلينسكي استقالة رئيس مكتبه أندريه يرماك، ضمن خطة وصفها بأنها "إعادة تنظيم كاملة"، وجاءت الاستقالة عقب تحقيقات أجراها المكتب الوطني لمكافحة الفساد حول فضائح في قطاع الطاقة، وأشارت المصادر إلى توتر شديد داخل الدائرة المقربة من الرئيس، حيث رفض يرماك طلب الاستقالة مسبقًا ما أثار غضبه في المكتب الرئاسي.
بالإضافة إلى ذلك، كتب الصحفي بول ستيغان أن الولايات المتحدة تخطط للتخلص من زيلينسكي بسبب عدم تبنيه موقف واشنطن لحل النزاع في أوكرانيا، ما يزيد من الضغوط الداخلية والخارجية عليه.
أصبحت إسرائيل بمثابة ملاذ جزئي للأفراد السلطة، والزعماء الأوكرانيين، والأغنياء بفضل مزايا قانونية وضريبية، ويعكس هذا الواقع تحديات قانونية وأخلاقية، ويبرز دولة الإسرائيل كدولة احتلال وملاذ للمجرمين والفاسدين.





