هل نحن على أعتاب عملية عسكرية تركية- سورية ضد "قسد"؟

ملخص :
تشي التحركات الأخيرة للجيشين التركي والسوري في محاور التماس والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، برفع مستويات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية مشتركة في حال عدم التزام (قسد) باتفاق الاندماج، المقرر الانتهاء من تنفيذه بنهاية ديسمبر الحالي.
وسجلت وسائل إعلام تركية خلال اليومين الماضيين دخول قوافل عسكرية إلى مدينة منبج شمال شرقي حلب، بينما دفعت دمشق بتعزيزات كبيرة إلى مناطق دير الزور، شملت مدفعية وطائرات مسيرة.
زيارات رسمية وتنسيق عسكري
جاءت هذه التحركات بالتزامن مع زيارة رئيس أركان الجيش التركي، الفريق أول سلجوق بيرقدار أوغلو، ونائبه الفريق أول ليفنت أرغون، إلى دمشق يومي الجمعة والسبت الماضيين، حيث التقوا الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس الأركان اللواء علي نور الدين النعسان.
كما تفقد المسؤولان التركي والسوري مركز العمليات المشتركة، وزارا المعرض العسكري للثورة السورية، الذي أُقيم احتفالاً بـ "عيد التحرير" في 8 ديسمبر.
قوافل عسكرية تدخل من عدة محاور
دخلت القوافل التركية إلى سوريا عبر ثلاثة محاور رئيسية: عفرين، رأس العين، وشمال حلب، متجهة بشكل رئيسي نحو معبر منبج الحدودي، ووفق مصادر تركية، دخلت قافلة عبر معبر دير البلوط الحدودي، وأخرى من معبر العدوانية، بينما تمركزت تعزيزات في شمال حلب وحول منبج، وبالتوازي، نشر الجيش السوري تعزيزات تشمل عناصر "الفرقة 86"، ونشر المعدات التقنية والطائرات المسيرة على عدة جبهات.
استعدادات واسعة النطاق لعملية محتملة
ذكرت "صحيفة تركيا" القريبة من الحكومة التركية، أن وحدات الجيش التركي تمركزت في ثلاث نقاط على طول الحدود، مع تعزيز الرقابة في منبج، القامشلي، عين العرب، رأس العين، تل أبيض، وطريق حلب – اللاذقية الدولي (M4)، وفي المقابل، نشر الجيش السوري طائرات مراقبة وطائرات مسيرة على جبهات دير الزور، وسد تشرين، وجسر قرة قوزاق، والطبقة، وحلسة، وعين عيسى، والرقة، مع توزيع الوحدات القتالية على مواقع متقدمة.
وأوضحت المصادر أن الجيش السوري يعتزم نشر 7 فرق عسكرية تشمل نحو 80 ألف جندي، مع زيادة العدد وفق التطورات الميدانية، مدعومة بالطائرات المقاتلة والمروحيات والأسلحة الثقيلة.
دور القبائل العربية
تأتي هذه التحركات مع سعي الحكومة السورية لتعزيز التعاون مع العشائر العربية في دير الزور للحد من سيطرة (قسد)، التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وتعدها تركيا ذراعاً لـ "حزب العمال الكردستاني" في سوريا، وأكد الشيخ مضر حماد الأسعد، رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، أن تقديرات (قسد) لقواتها غير دقيقة، مشيراً إلى أن نحو 20 ألف مقاتل عربي في صفوف (قسد) يمكن أن ينضموا إلى الجيش السوري عند إطلاق أول طلقة، وكانت (قسد) قد حظرت الاحتفالات بـ 8 ديسمبر خوفاً من تحوّلها إلى انتفاضة ضدها.
تصريحات متباينة حول طبيعة التحركات
وتناقلت وسائل إعلام تركية أن الجيش التركي أنشأ مستشفيات ميدانية استعداداً لأي عملية محتملة ضد (قسد) بالتعاون مع الجيش السوري، لكن مصادر رسمية في وزارة الدفاع التركية وصفت هذه التحركات بأنها نشاط روتيني لا أكثر.
في المقابل، كشفت تقارير عن إرسال وزارة الدفاع السورية مقترحاً معدلًا إلى (قسد) يدعو إلى إخضاعها بالكامل للجيش السوري، بينما تصر تركيا على حل كامل للقوات، وضرورة خروج العناصر الأجنبية من الأراضي السورية.
سياق سياسي ودبلوماسي
تأتي هذه التحركات العسكرية بالتزامن مع اتصالات دبلوماسية لحمل (قسد) على الانخراط في الجيش السوري، وفق اتفاق 10 مارس، مع الاحتفاظ بالضغط الميداني كأداة تحفيزية، ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تحضيرية لإجبار (قسد) على الانصياع للتفاهمات، وإعادة هيكلة مناطق النفوذ في شمال وشرق سوريا.





