التعاون العسكري بين مصر وتركيا يُثير قلق إسرائيل.. فما التفاصيل؟

ملخص :
أشارت صحيفة "معاريف" إلى أن قرار مصر الانضمام كشريك كامل في مشروع تطوير المقاتلة الشبح التركية "KAAN" يمثل خطوة غير مسبوقة تثير قلق الأوساط الأمنية الإسرائيلية، موضحة أن القاهرة لم تعد تكتفي باستيراد أنظمة أسلحة جاهزة، بل دخلت قلب صناعة الطيران العسكري المتطور، ما يضعها ضمن دائرة الدول التي تمتلك قدرات تكنولوجية متقدمة في تصميم وإنتاج المقاتلات الحديثة.
وقد رأت الصحيفة أن هذا التعاون يُشكّل علامة فارقة في العلاقات بين أنقرة والقاهرة، ويضع الأساس لشراكة دفاعية استراتيجية محتملة، خاصة بعد التقارب الدبلوماسي الملحوظ بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي، ورجب طيب أردوغان منذ عام 2023.
تداعيات أمنية مباشرة على إسرائيل
أكدت "معاريف" أن مشاركة مصر في مشروع "KAAN" لا تقتصر على الجانب الرمزي، بل تحمل تبعات أمنية مباشرة، إذ قد تمنح الدولتين قدرات جوية متطورة قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تمثل "عبورًا تاريخيًا" لمصر، إذ إنها المرة الأولى التي تشارك فيها بشكل كامل في تصميم وتصنيع طائرات حربية، ما يضعها ضمن نادٍ محدود من الدول القادرة على إنتاج هذه التكنولوجيا.
من الاعتماد على الطائرات المستوردة إلى إنتاج تقني متقدم
وتطرّقت الصحيفة إلى التحول الاستراتيجي في قدرة مصر الدفاعية، مشيرة إلى أن القوات الجوية المصرية اعتمدت في السابق على طائرات أمريكية مثل F-16، وفرنسية من طراز "رافال"، إلى جانب صفقات روسية، مع قيود صارمة على قطع الغيار والذخائر وشروط الاستخدام.
لكن انضمام مصر إلى مشروع "KAAN" يمنحها وصولًا غير مسبوق إلى تقنيات متقدمة، إذ تنتج تركيا أكثر من 80% من مكونات الطائرة، بما يشمل الرادارات المتطورة من نوع AESA، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وأنظمة القيادة والسيطرة.
المقاتلة "KAAN".. قدرات استثنائية
- أوضحت "معاريف" أن المقاتلة التركية المتطورة تتميز بالقدرات التالية:
- رادار AESA قادر على تتبع أكثر من 20 هدفًا في آن واحد.
- أنظمة حرب إلكترونية متقدمة.
- تقنيات تخفي عالية الصعوبة.
- قدرات على تنفيذ ضربات فائقة السرعة والتفاعل الشبكي مع الطائرات المُسيّرة وأنظمة الدفاع الجوي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القدرات تمثل تحديًا مباشرًا للتفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة.
فوائد متبادلة لمصر وتركيا
تستفيد تركيا من الشراكة عبر تقليل تكاليف تطوير المشروع، الذي تُقدّر ميزانيته بأكثر من 10 مليارات دولار خلال العقد المقبل، بالإضافة إلى توسيع نطاق سوقها الدفاعية عبر التعاون مع مصر ذات الموقع الاستراتيجي والثقل العربي، أما على الجانب المصري، تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية أوسع لبناء صناعة دفاعية محلية، تشمل اتفاقيات تصنيع مشترك مع كوريا الجنوبية مثل مدافع K-9، وطائرات FA-50، ومع إيطاليا لتطوير فرقاطات بحرية حديثة.
انعكاسات التحالف على موازين القوى
وخلصت "معاريف" إلى أن إسرائيل تشعر بقلق متزايد إزاء هذه الشراكة، إذ أن التفوق الإقليمي لطائرات الجيل الخامس مثل F-35 قد يتأثر بشكل مباشر إذا نجحت مصر في تفعيل أسطول "KAAN"، خاصة مع احتمال التعاون الاستخباري أو العسكري بين الجيشين المصري والتركي، ثاني وثالث أكبر جيشين في الشرق الأوسط.
وترى الصحيفة أن دخول مصر عصر التخفي الجوي، إلى جانب التحالف الناشئ مع تركيا، قد يعيد تشكيل موازين القوى في شرق المتوسط وشمال إفريقيا، ما يجعل المشهد الجوي في المنطقة أكثر تعقيدًا وخطورة بالنسبة لإسرائيل.





