عصفورة رئيسا لـ هندوراس.. ماذا نعرف عنه؟

ملخص :
أعلنت الهيئة الانتخابية في هندوراس، المعروفة باسم اللجنة الوطنية للانتخابات، أمس الأربعاء، فوز نصري عصفورة، مرشح الحزب الوطني المحافظ المدعوم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، وجاء الإعلان بعد أسابيع من التأخير والمشاكل الفنية والاتهامات المتبادلة بالتزوير، التي أثارت جدلاً واسعًا على الصعيدين المحلي والدولي.
وأظهرت النتائج الرسمية أن عصفورة حصل على نحو 40.3% من الأصوات، متقدماً بفارق ضئيل على منافسه سلفادور نصر الله، مرشح حزب الأحرار من تيار يمين الوسط، الذي حصل على 39.5%، ووصف مراقبون نظام معالجة الأصوات بالفوضوي، إذ تعيّن فرز نحو 15% من بطاقات الاقتراع يدويًا، ما شكّل مئات الآلاف من الأصوات الحاسمة لتحديد الفائز.
نصري عصفورة.. المولد والنشأة
وُلد نصري خوان عصفورة زبلح في 8 يونيو/ حزيران 1958 في تيغوسيغالبا عاصمة هندوراس، لأبوين فلسطينيين هاجرا أثناء الصراع العربي الإسرائيلي في الأربعينيات، ولُقب بـ "تيتو عصفورة"، وتزوج من ليسيت دل سيد، وله ثلاث بنات هن ستيفاني، ومونيك، وألكسندرا.
التعليم والمسار المهني المبكر
أكمل عصفورة دراسته الابتدائية والثانوية في تيغوسيغالبا، والتحق بالمعهد الكاثوليكي سان فرانسيسكو في كوماياغوا، ودرس الهندسة المدنية لكنه لم يُكمل تخصصه ليتفرغ للعمل في قطاع البناء، حيث أسس شركات متعددة واكتسب خبرة عملية تجاوزت ثلاثة عقود.
دخل عصفورة الحياة العامة عام 1990 عبر مشاريع اجتماعية ومبادرات بنية تحتية، وارتبط بالحزب الوطني الهندوراسي، ما شكل قاعدة انطلاقه السياسي.
المناصب السياسية والتجارب السابقة
- بين عامي 1990 و1994 شغل منصبي مساعد المدعي العام البلدي ومساعد رئيسة البلدية -آنذاك- نورا غويرا دي ميلغار، ثم تولى إدارة الخدمات العامة بالعاصمة بين 1994 و1998.
- وفي عام 1998، شارك في فريق حكومة عمدة العاصمة سيزار كاستيلانوس مدريد، وتعاون لاحقًا مع خليفته فيلما رييس.
- في فبراير/شباط 2005، ترشح لرئاسة بلدية المقاطعة المركزية لكنه خسر.
- انتُخب عضوًا في الكونغرس الوطني عن إدارة فرانسيسكو مورازان (2010-2014)، حيث شارك في لجان مرتبطة بالبنية التحتية والتطوير البلدي، كما تولى إدارة صندوق هندوراس للاستثمار الاجتماعي حتى 2011.
ولاية العمدة وإنجازات التنمية المحلية
برز عصفورة عندما انتُخب عمدة للمقاطعة المركزية (تيغوسيغالبا وكوماياغوا) بين 2014 و2018، وأُعيد انتخابه حتى 2022، وخلال ولايته، أشرف على مشاريع بارزة شملت إنشاء جسور وأنفاق وتقاطعات مرورية، وتوسعة الشوارع، وإعادة تأهيل الحدائق، وتركيب أنظمة مراقبة أمنية متقدمة.
التحديات القضائية والسباق الرئاسي الأول
في عام 2020 واجه عصفورة اتهامات باختلاس الأموال العامة وغسل الأموال، شملت تحويل أموال لمصلحته الشخصية، ما أدى إلى حجز بعض ممتلكاته، لكنها ألغيت لاحقًا.
خاض أول تجربة رئاسية عام 2021، وفاز بالانتخابات التمهيدية للحزب الوطني، رغم الصعوبات بعد تسليم رئيس الحزب السابق، خوان أورلاندو هيرنانديز، إلى الولايات المتحدة لمحاكمته بتهم تجارة المخدرات، لكنه خسر أمام زيومارا كاسترو، مرشحة حزب ليبر اليساري.
العودة إلى السباق الرئاسي ورؤية 2025
عاد الحزب الوطني لترشيح عصفورة للانتخابات الرئاسية في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، وركزت رؤيته على:
- خلق فرص العمل وتعزيز اللامركزية
- تحسين الأمن وتعزيز الاستثمار
- تطوير قطاعات الصحة والتعليم
- بناء تحالفات إستراتيجية دولية، خاصة مع الولايات المتحدة
- تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن، بما يشمل الاستثمار والتعاون الدولي وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
دعم ترامب واستراتيجية مكافحة المخدرات
في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تأييده لعصفورة، مشيرًا إلى إمكانية التعاون لمحاربة "تجار المخدرات الشيوعيين"، وتقديم المساعدات اللازمة للشعب الهندوراسي، وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال": "الصديق الحقيقي الوحيد للحرية في هندوراس هو تيتو عصفورة، وسنعمل معًا من أجل الخير".
وأثار تدخل ترامب آراء متباينة بين سكان هندوراس؛ فرحب به البعض على أمل أن يسهم في إبقاء مهاجرين هندوراسيين في الولايات المتحدة، بينما رفض آخرون التدخل الخارجي في العملية الانتخابية.
تحول هندوراس نحو اليمين بعد حكم يساري
يُعد فوز عصفورة انعكاسًا للاتجاه السياسي الجديد في هندوراس، التي انضمت بذلك إلى قائمة دول أميركا اللاتينية التي شهدت تحولًا نحو اليمين بعد سنوات من الحكم اليساري، مثل الأرجنتين وبوليفيا.





