رغم اتفاق وقف إطلاق النار.. إسرائيل تغتال قيادات في غزة معيدة السيناريو اللبناني

ملخص :
كشفت مصادر ميدانية في فصائل فلسطينية، بينها حركة حماس، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية لم تكن عشوائية، بل استهدفت بشكل دقيق قيادات ميدانية بارزة، ما أدى إلى مقتل خمسة منهم، وإصابة آخر بجروح خطيرة، جميعهم من عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
اغتيال نائب قائد الكتيبة الغربية في جباليا
وفقاً لمصدر من حماس تحدث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، فقد استخدمت إسرائيل طائرة مسيرة انتحارية يوم الأحد الماضي لاغتيال نائب قائد الكتيبة الغربية في جباليا التابعة للواء الشمال في القسام، تاج الدين الوحيدي، أثناء تواجده في شقة سكنية بالقرب من منطقة الميناء غرب مدينة غزة.
وأشار المصدر إلى أن الوحيدي يعد القائد الفعلي للكتيبة، وقد أشرف على سلسلة من العمليات ضد القوات الإسرائيلية خلال الحرب، بما فيها الهجوم على موقع زيكيم العسكري الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، مضيفا أن الوحيدي كان هدفاً لمحاولات اغتيال سابقة خلال الحرب ونجا منها.
استهداف قادة الكتيبة الشرقية في الزوايدة
وكشف مصدر آخر من حماس أن طائرة مسيرة أطلقت صاروخاً استهدف خمسة نشطاء من قادة الفصائل العسكرية في الكتيبة الشرقية لجباليا، ما أدى إلى مقتل جميعهم، بينما أصيب قائدهم الميداني الذي يحمل صفة قائد سرية النخبة بجروح خطيرة.
وأوضح المصدر أن هؤلاء الخمسة كانوا بالقرب من استراحة على شاطئ بحر بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، وأنهم من سكان مخيم جباليا، وقد كُلفوا بالعديد من المهام العسكرية خلال الحرب، مضيفا أن القائد المصاب ينتمي لعائلة كبيرة تدعم حركة حماس، وهو وأعضاء الخلية الوحيدون المتبقون من الخلايا الفعالة في الكتيبة الشرقية، وقد كُلف مؤخراً بمواجهة عصابة "السماعنة" التي تنشط في مناطق جباليا، وبيت لاهيا وتتعاون مع إسرائيل بحسب وصف الحركة.
مخاوف من تكرار السيناريو اللبناني
تشير مصادر حماس إلى أن إسرائيل قد تسعى من خلال هذه العمليات إلى تكرار تجربة السيناريو اللبناني، حيث تنفذ عمليات اغتيال لقادة ميدانيين ومؤسساتية، بحجة منع إعادة تأهيل القدرات العسكرية للفصائل، كما حدث مع حزب الله رغم وقف إطلاق النار.
وأكدت المصادر أن اغتيالات يوم، الأحد الماضي، تعكس رغبة إسرائيل في الاستمرار بهذا النهج، مع احتمال استخدام قضية نزع السلاح ذريعة لمزيد من الهجمات المستقبلية داخل قطاع غزة.
ثقة حذرة بالوسطاء الدولية
أبدت المصادر أن لدى قيادة "حماس" ثقة بالوسطاء من الدول العربية والإسلامية، لكنها شددت على عدم الثقة بالولايات المتحدة، التي كانت في السابق تسمح لإسرائيل بتنفيذ مخططاتها العسكرية، رغم منعها حالياً استئناف الحرب بالطريقة التقليدية، وقال أحد المصادر إن قيادة الحركة كانت تتوقع تكرار السيناريو اللبناني في غزة، ولهذا حرصت على ضمان وقف إطلاق النار بالكامل خلال المفاوضات، بما في ذلك مفاوضات شرم الشيخ، مع الحصول على ضمانات واضحة من جميع الوسطاء.
استمرار الخروقات الإسرائيلية في الميدان
أما ميدانياً، فقد واصلت القوات الإسرائيلية خروقاتها، يوم أمس الثلاثاء، من خلال إطلاق النار على مناطق في شرق غزة وخان يونس، بالإضافة إلى ملاحقة الصيادين قبالة سواحل القطاع، معتقلة ثلاثة صيادين، بعضهم أصيب بجروح لم تُعرف طبيعتها، ونقلتهم إلى ميناء أسدود، وأطلقت زوارق حربية النار على مراكب الصيادين بالقرب من الشواطئ، فيما سُمع دوي انفجارات شرق خان يونس وداخل مدينة رفح، نتيجة عمليات تمشيط للقوات الإسرائيلية.
من جانبها، نقلت قناة "ريشت كان" العبرية عن الجيش الإسرائيلي أن انفجار عبوة ناسفة شرق الخط الأصفر جنوب خان يونس أدى إلى إصابة جنديين بجروح متوسطة وطفيفة، مشيرة إلى أن العبوة كانت مزروعة مسبقاً، ولم يُلاحظ أي مسلحين في المكان.
جهود فلسطينية لتثبيت وقف إطلاق النار
أكدت المصادر ذاتها أن الوفد الفلسطيني المفاوض من حماس، وباقي الفصائل يسعى لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل واضح، بما يمنع إسرائيل من التلاعب بالاتفاقيات كما يحدث في لبنان، مضيفة أن الوفد يواصل مناقشة الخروقات المستمرة مع الوسطاء، حيث يجري حالياً بحث التفاصيل مع كبار المسؤولين في القاهرة.
وأشار أحد المصادر الميدانية إلى أن الخروقات الإسرائيلية قد تؤثر على وقف إطلاق النار بشكل محدود، لكنها لن تدفع الحركة للعودة إلى المواجهة الكاملة، مؤكداً أن الالتزام بالتهدئة سيظل قائماً مع متابعة سلوك الاحتلال وتأثيره على الواقع الميداني.





